خاص| في قلب الدمار.. جنين تطلق أكاديمية رياضية لصناعة الأمل وتمكين الشباب

خاص - راية

رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة ومخيم جنين، وما خلّفه من دمار وانتهاكات، يصرّ شباب المدينة على مواجهة اليأس بالمبادرة، والدمار بالبناء، والتحديات بالإرادة.

وفي هذا السياق، أطلق نادي جنين الرياضي مؤخرًا أكاديمية متخصصة في اللياقة البدنية وكمال الأجسام، كخطوة نوعية لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم البدنية والنفسية، في مشروع هو الأول من نوعه في المدينة.

وفي حديثه لإذاعة 'راية'، قال مؤسس الأكاديمية أحمد الجمّال: 'أردنا أن تكون هذه الأكاديمية مشروعًا مجتمعيًا رياضيًا ينهض بفكر الشباب الرياضي ويزيد وعيهم بأهمية النشاط البدني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها. قررنا أن نبدأ من هنا، من الركام، إيمانًا بأن التغيير يبدأ من الداخل، وأن الرياضة طريق لصناعة الإنسان السليم.'

دعم مجتمعي واسع ورؤية واضحة

وأوضح الجمّال أن الأكاديمية نشأت بجهود جماعية من المدربين وأصحاب الأندية الرياضية في جنين، وحظيت بدعم من شخصيات مجتمعية ومؤسسات محلية، أبرزهم مدير نادي جنين مهند أبو علي، والمديرة يسرى أبو الوفا، ورجل الإصلاح سعود كعبيّة، إلى جانب تواصل مستمر مع وزارة الشباب والرياضة.

وأضاف: 'نعمل وفق خطة استراتيجية تهدف إلى احتضان الرياضيين، ودعمهم للمشاركة في البطولات المحلية والخارجية، بالتنسيق مع الاتحاد الفلسطيني لبناء الأجسام. كما نسعى لتأسيس هيئة إدارية قوية تدير الأكاديمية وتطوّر برامجها بشكل متكامل'.

برامج تدريبية شاملة للمدربين والناشئين

وتمتد أهداف الأكاديمية لتشمل تدريب المدربين أنفسهم، وتوفير دورات تأهيلية متخصصة لأصحاب النوادي، إلى جانب تأسيس برامج للياقة البدنية موجهة للفئات الناشئة من عمر 13 حتى 17 عامًا.

وأشار الجمّال إلى أن الأكاديمية ستعتمد معايير واضحة في اختيار الكوادر التدريبية، منها الكفاءة، والشهادات، وسجل البطولات، مؤكدًا أن 'الانضمام للأكاديمية ليس مفتوحًا للجميع، بل سيكون وفق معايير مهنية دقيقة تضمن الجودة والجدية'.

فعاليات رياضية مجتمعية وتكريم للأبطال

تستعد الأكاديمية قريبًا لتنظيم فعاليات رياضية وتكريمية، من أبرزها احتفال خاص لتكريم أبطال كمال الأجسام واللياقة البدنية في المدينة، إضافة إلى تنظيم أيام رياضية مفتوحة تستهدف جميع الفئات، وخصوصًا الناشئين.

كما تشمل الخطط المستقبلية تنظيم دورات تغذية رياضية، وإسعافات أولية، ودورات توعوية حول أهمية الرياضة في تعزيز الصحة النفسية والجسدية.

الرياضة كأداة مقاومة وصناعة أمل

وشدد الجمّال على أن الرياضة في جنين لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل تحوّلت إلى أداة مقاومة وبناء، وقال: 'نريد أن تكون هذه الأكاديمية نقطة انطلاق لجيل رياضي جديد، قادر على مواجهة التحديات، وقادر على تحقيق ذاته والمنافسة على أعلى المستويات'.

وختم حديثه بدعوة الشباب إلى الانضمام للأكاديمية، والمشاركة في صناعة واقع مختلف، مؤكّدًا أن 'الرياضة تبني ما دمرته الحروب، وتصنع مجتمعًا قويًا من الداخل'.