اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
من فضل الله عزوجل أن مساجد غزة كانت قبل العدوان تعقد حلقات لتحفيظ القرآن للأطفال من الجنسين، وكانت توصي الأهالي بتشجيع أولادهم على الحضور والالتزام لما في ذلك من أثر مهم في تربية النشء على موائد القرآن، كما كانت المساجد توفر لهم حوافز مادية وهدايا ورحلات ترفيهية من فاعلي خير يسهمون في إنجاح الحلقات، وكان في كل مسجد أكثر حلقة تُسمى باسم شخصية إسلامية تذكيراً للأطفال بالقدوات الإسلامية.
ويُشهد لقطاع غزة أنه يُخرّجُ كل عام المئات من حفظة القرآن سنوياً، وبعضهم حفظ القرآن متصلاً بالسند عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
لكن أثناء العدوان الإسرائيلي اكتوبر2023 اختلف الأمر، فالمساجد التي كانت تستوعب الأطفال في حلقات التحفيظ قصفها الاحتلال، والمُحفظون الذين يُحفِظون الأطفال قتلهم الاحتلال، و80% من سكان قطاع غزة لم يبق في منطقة سكناه بسبب الاجتياحات البرية المتكررة والتي نجم عنها نزوج مستمر للجميع.
لكن أهل غزة لم يكثرثوا بهدم المساجد وما ترتب على ذلك من حرمان أطفالهم من حلقات التحفيظ، فتم انشاء مراكز تحفيظ في مخيمات النزوح، وكان يديره أحد الحفظة في المخيم، وكان المركز عبارة عن مدرسة صغيرة ومركز تحفيظ القرآن.
وقد كان لي تجربة شخصية في هذا المجال حيث كنت مديراً لأحد مراكز إيواء النازحين برفح'مخيم أمير' حيث وفقنا الله عزوجل لافتتاح مركز لتحفيظ القرآن، كانت حلقة تحفيظ الذكور بين الخيام، بينما حلقة البنات كانت في الطابق الثاني من بيتي، وقد حافظنا على تلك الحلقات حتى قبل اجتياح رفح بأسبوع مايو 2024، وكنا نوفر لهدم هدايا تحفيزية.
إن من الموانع التي كانت تحول دون عقد حلقات تحفيظ القرآن بالمساجد هو أن المساجد كانت مستهدفة بشكلٍ أساسيٍ؛ لأن العدو يعلم أن رجال المقاومة هم من رواد حلقات القرآن ومن حفظته.
لذا امتنع الأهالي عن ارسال أولادهم للمساجد كما ان وزارة الأوقاف والشئون الدينية أوقفت تلك الحلقات بسبب العدوان، وبعد أن بدأ الاستقرار يعود نسبيا بدأت الحلقات تعود للانعقاد حيث يجتمع الأطفال بعد صلاة العصر مع المُحفظ يحفظهم أجزاء معينة حسب الفئة العمرية.
إن تلك الحلقات لا تُعقد عبثاً، بل إن الجيل الذي لا يُربى على موائد القرآن سيكون من رواد موائد الشيطان، وسيعجز عن حمل القضية في قلبه والبندقية على كتفه.
تلك حكاية حلقات تحفيظ القرآن للأطفال فيما تبقى من مساجد غزة وفي مراكز الإيواء.

























































