اخبار فلسطين
موقع كل يوم -رام الله مكس
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
سامي مروان - السفر بالنسبة لعبدالله الملحم لم يكن يومًا “انتقالًا من مكان إلى آخر”، بل كان رحلة للبحث عن معنى جديد للحياة داخل الأماكن التي لا تتكرر، بين شعوب تعيش بعادات مختلفة وروح مختلفة.
في لقائه مع قناة العربية، تحدث الرحّالة عبدالله الملحم عن فلسفته في السفر، مؤكدًا أن الرحلة بالنسبة له لم تكن يومًا “انتقالًا من مكان إلى آخر”، بل هي بحثٌ عن معنى جديد للحياة داخل الأماكن التي لا تتكرر، وبين شعوب تعيش بعادات مختلفة وروح مختلفة.
وأوضح الملحم أن هذه الرحلات لا تستهدف المدن الكبيرة أو الشوارع المضيئة، بل الأماكن التي تحتاج إلى أن تدخلها بقلبٍ مفتوح وعقلٍ يسمع قبل أن يسأل.
الوجهة الأولى: غابات الأمازون… حيث تتحدث الطبيعة
في قلب الأمازون، اكتشف عبدالله عالمًا مختلفًا لا يعتمد على الضوضاء، بل على الاحترام.
هناك، لكل شيء لغة:
صوت المياه ليس مجرد ماءٍ يجري، بل إيقاع.
حركة الأشجار ليست ريحًا فقط، بل حديثًا بين الأرض والسماء.
والليل ليس ظلامًا، بل عالمٌ آخر يبدأ حين ينام البشر.
رافق الملحم قبيلة الكاناماري التي تؤمن بأن الإنسان يجب أن يكون جزءًا من الطبيعة لا سيدًا عليها.
فلا تُقطع شجرة ولا يُصاد حيوان إلا باحترامٍ كامل لفكرة التوازن.
يقول الملحم في حديثه للعربية: “هذه العادات البسيطة تحمل في جوهرها فلسفة عميقة جدًا، تعلّم الإنسان كيف يعيش بانسجام مع محيطه.”
الوجهة الثانية: إندونيسيا… احتفالات تُعيد تعريف الفرح الجماعي
في جزيرة بالي الإندونيسية، وجد عبدالله عالمًا مختلفًا تمامًا.
الألوان هناك ليست مجرد أشكال، بل طرقٌ للتعبير عن الروح.
خلال مهرجانٍ تقليدي في إحدى القرى، لاحظ كيف يفهم الناس الفرح بطريقة مختلفة:
الرقص ليس مجرد حركة، بل تواصل بين الإنسان والمكان.
الطبول ليست موسيقى، بل وسيلة لإيقاظ الشعور الداخلي.
أما الزينة، فهي ليست للزينة فحسب، بل رمزٌ لبداية مرحلة جديدة من الحياة.
ويقول الملحم للعربية: “الاحتفال الحقيقي لا تراه بعينيك، بل تشعر به عندما تصبح جزءًا من المجموعة.”
الوجهة الثالثة: جبال القوقاز في جورجيا… قرى تعيش فوق الغيوم
في أوشغولي، إحدى أعلى القرى الجبلية في جورجيا، عاش عبدالله تجربةً مختلفة تمامًا.
فالطريق المؤدي إلى القرية شديد الانحدار وملتفّ، لكن الحياة هناك هادئة وثابتة وصافية بشكلٍ لا يُنسى.
الخبز يُصنع يوميًا بيد العائلات.
الحطب يُجمع من سفوح الجبال.
والهواء يحمل برودةً نقية لا تشبه أي مكان آخر.
وعن تلك التجربة قال الملحم في لقائه مع العربية:
“في جبال القوقاز تعلمت أن البساطة ليست قلة… بل غنى من نوعٍ آخر.”
خلاصة الرحلة: الإنسان هو الرحلة
لم تكن رحلات عبدالله الملحم استكشافًا للأماكن فحسب،
بل استكشافًا لما يتركه المكان داخل الإنسان.
من احترام الطبيعة في الأمازون،
إلى الاحتفال بالحياة في إندونيسيا،
إلى البساطة العميقة في جبال القوقاز
تلك التجارب مجتمعة جعلت منه يرى أن السفر ليس وجهات،
بل طريقة نعود بها لأنفسنا بعد أن نرى العالم من زاويةٍ جديدة.

























































