اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ قوات الجيش الإسرائيلي قتلت اليوم 6 مدنيين فلسطينيين، منهم امرأة، وأصابت 15 آخرين خلال محاولتهم الوصول لاستلام مساعدات شمال رفح، بعد يوم من قتلها مدنيا على الأقل وإصابة عشرات آخرين خلال محاولة مماثلة في منطقة تل السلطان في رفح.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ قوات الاحتلال توجه المواطنين لاستلام مساعدات دون إرشادات ملائمة في مناطق خطرة، ومن ثم تستهدفهم بالرصاص والقذائف لتقتلهم وهم جياع؛ في جريمة مزدوجة تجسّد استخدام المعونة سلاحًا للإذلال والإخضاع والتدمير والقتل، وتكشف الانهيار المتعمّد لأي إمكانية للوصول إلى الغذاء.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ فريقه الميداني وثّق إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه مئات المواطنين الذين تجمعوا اليومالأربعاء 28 مايو/أيار 2025، في منطقة 'قيزان أبو رشوان'جنوبي خان يونس في طريقهم لنقطة مساعدات أقامتها قوات الاحتلال في منطقة 'موراج' شمالي رفح اليوم، ما أدّى إلى هذا العدد الكبير من الخسائر في الأرواح.
وبيّن أن قوات الاحتلال أرسلت رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة للمواطنين للتوجه لنقطة توزيع المساعدات في منطقة 'موراج'، ولدى وصولهم إلى تلك المنطقة جرى السماح لأعداد منهم بالدخول وتسلّم الطرد الغذائي بإجراءات مذلة ومهينة، في حين جرى إطلاق النار تجاه البقية، وقتل 6 منهم وهم:
المسنة 'كفاح عوده السواركة'، و'زهير زويد محمد الشاعر'، و'محمد عماد عبد الهادي'، و'خليل أنور خليل أبو موسى'، وشقيقه 'أشرف أنور خليل أبو موسى' ونجله 'خليل أشرف أبو موسى'، إلى جانب إصابة ما لا يقل عن 15 آخرين.
وأشار إلى أنّ المواطن 'سالم عطا سالم أبو موسى'، توفي اليوم متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال في محيط مركز المساعدات في منطقة تل السلطان في رفح بعدما أصيب أمس مع 50 آخرين بجروح، في حين ما يزال 7 أشخاص في عداد المفقودين، ويدور الحديث عن مقتل اثنين منهم على الأقل في تلك المنطقة، وفق شهود عيان.
وأكّد أنّ قوات الاحتلال لم تكتف بالإجراءات المذلة والحاطة بالكرامة لعملية توزيع المساعدات، بل حولت نقاط التوزيع إلى ساحة جديدة لقتل وسحق للمدنيين المُجوَّعين، منبهًا أنّ الاحتلال تعمد وضع نقاط التوزيع في مناطق خطيرة وغير آمنة، ولم يحدد مسارات آمنة للوصول إليها، فضلا عن الإجراءات المذلة داخلها، ما يعني أنها بنيت لتكون ساحة لقتل المدنيين وإذلالهم.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ الفوضى الخطيرة التي شهدها مركز توزيع المساعدات أمس تؤكد المخاوف السابقة بشأن عدم قدرة الآلية الإسرائيلية على تنفيذ العمل الإنساني على النحو الواجب والمطلوب، إذ لا يُمكن استبدال مئات النقاط السابقة بأربع نقاط تشبه مراكز الاحتجاز العسكرية، وتفتقر حتى للبنية التحتية الملائمة لاستقبال السكان وتوزيع المساعدات بطريقة سلسة وآمنة.
ونبّه إلى أنه لا ينبغي التعامل مع هذه الأحداث بصفتها مشاكل إجرائية يتم تجاوزها بإجراء تعديلات على آلية العمل، بل يجب النظر إليها في سياق العواقب الخطيرة لسيطرة الجيش الإسرائيلي على ملف المساعدات الإنسانية، إذ من غير الممكن للجهة التي تنفذ جريمة الإبادة الجماعية منذ أكثر من 19 شهرًا أن تتولى مسؤولية تحسين الأوضاع الإنسانية للسكان الواقعين تحت الإبادة.
ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى إنهاء العمل فورًا بالآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة كونها أصبحت مصيدة للإعدام الميداني للمدنيين الفلسطينيين، علاوة على افتقارها لأدنى المعايير الإنسانية ذات العلاقة بالعمل الإغاثي،مشددًا على ضرورة العودة إلى الآلية الأممية السابقة لضمان تدفق سلس وآمن للمساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
وحث المرصد الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات ذات العلاقة إلى ممارسة كافة الضغوط الممكنة على إسرائيل لإثنائها عن خططها في تجاوز وإلغاء عمل المؤسسات الأممية ذات الخبرة في قطاع غزة، والتأكيد على الدور الحيوي والحيادي لتلك المؤسسات في تنفيذ عمليات التدخل الإنساني في القطاع.