اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ شباط ٢٠٢٥
عبّر العائدون من جنوب ووسط قطاع غزة إلى أماكن سكنهم في مدينة غزة عن صدمتهم من حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الترسانة الحربية، مناشدين المؤسسات الدولية ووكالات الإغاثة بالإسراع في توفير الخيام والمياه والاحتياجات الأساسية لهم.
وقال الشاب أحمد جودة، إنه فضّل العودة مع والده إلى مدينة غزة قبل أن ينتقل باقي أفراد أسرته، لتخفيف عنائهم أثناء التنقل، وللتأكد من وجود مسكن لهم أو عدمه.
وأضاف، لـ 'فلسطين أون لاين'، أثناء عودته من غزة إلى مدينة دير البلح عبر طريق الرشيد لإخبار أسرته بما شاهده، أن 'الوضع مأساوي للغاية، فالاحتلال تعمّد تدمير كل شيء لدرجة لم يترك فيها أي منفذ للحياة'.
وأضاف جودة، الذي يسكن في حي الزيتون، أن منزل أسرته المكوّن من طابقين سُوّي بالأرض تمامًا، بل إن حدود منزلهم اختلطت بحدود منازل الجيران التي دُمّرت أيضًا. وأوضح قائلًا: 'لا مياه، لا طرق... كان والدي محقًّا عندما طلب من أسرتي، المكونة من 13 فردًا، التريث قبل العودة'.
وأشار إلى أن والده، الذي بقي يتفقد المكان، شعر بمرارة شديدة، خاصة عندما وجد منزله، الذي بناه قبل سبع سنوات، قد أصبح أثرًا بعد عين.
من جانبه، أوضح أبو جميل غراب أنه اضطر للعودة مرة أخرى إلى خيمة مؤقتة في مدينة خانيونس، قائلًا: 'الاحتلال جعل منطقتنا في تل الهوى أشبه بجبال من الركام، والوضع مأساوي جدًا'. وأردف: 'رغم شعوري بالفرح عند العودة، إلا أنني صُدمت عندما رأيت المشهد، ولم أستطع أن أبقى مع أسرتي الصغيرة دون أدنى مقومات الحياة'.
وأشار إلى أنه سيبقى في جنوب القطاع لفترة مؤقتة، لكنه سيظل متواصلًا مع جيرانه لمعرفة ما إذا كانت الظروف في منطقته قد تحسنت.
كما ناشد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والمؤسسات الإغاثية بسرعة توفير الخيام، ودورات مياه متنقلة، وبراميل مياه للشرب والاستخدام المنزلي.
ودعا البلديات، قدر المستطاع، إلى مساعدة العائدين في فتح الطرق المؤدية إلى منازلهم، لتسهيل وصولهم إليها والبدء في إعادة ترميمها إن أمكن.
وخلال جولة 'فلسطين أون لاين' بين العائدين، تحدثت إحدى الأسر التي كانت في طريقها للعودة عبر شارع صلاح الدين عن استعداداتها المسبقة، إذ حرصت على جلب كميات كافية من المواد الغذائية الأساسية، مثل الدقيق والزيوت.
وأوضحت أن أقاربها، الذين سبقوها في العودة، حذروها من ارتفاع الأسعار بسبب شحّ البضائع وصعوبة الوصول إلى مراكز البيع والتوزيع.
وناشدت الأسرة المجتمع الدولي تكثيف الجهود وتوفير التمويل اللازم لإعادة إعمار منازلهم، مؤكدة أن العيش في الخيام أمر بالغ القسوة، سواء بسبب الأمطار والبرد أو حرارة الطقس.
كما أعربت عن قلقها إزاء الوضع الصحي، حيث بات الأطفال عرضة للأمراض بسبب الازدحام الشديد في أماكن الإيواء، وتفاقم المشكلات البيئية، وانتشار المكاره الصحية داخل المخيمات وعلى أطرافها.
وشهد قطاع غزة عدوانًا إسرائيليًا عنيفًا في السابع من أكتوبر 2023، حيث شنّ جيش الاحتلال غارات جوية مكثفة وهجمات برية وبحرية على مختلف مناطق القطاع، مما أسفر عن ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل السكنية.