اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: 'ما يُسمّى بيوم القدس في دولة الاحتلال، والذي يصادف اليوم، هو تجلٍ فجّ لطقس استعماري يُعاد إحياؤه كل عام في محاولة بائسة لإضفاء طابع السيادة على مشروع استيطاني يستمد شرعيته من القهر والظلم والإرهاب، لا من الجغرافيا ولا من التاريخ. هذه الفعاليات، التي تتفاخر بها دولة الاحتلال، تستلهم تقاليد الاستعمار في القرن الماضي في نسخته الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية والاستيطانية الفرنسية، حيث كانت عروض موسوليني العسكرية بعد غزو إثيوبيا، ومسيرات الأعلام النازية في شوارع باريس المحتلة، واحتفالات الباستيل الفرنسي في الجزائر المُستعمَرة، كلها أدوات لفرض الهيمنة الرمزية على شعوب تتعرض للإبادة والطمس والاقتلاع.'
وتابع القيادي الفتحاوي: 'في القدس المُحتلة ، تُرفع الأعلام الإسرائيلية على وقع أنين الحجر والبشر؛ على أنقاض منازل فلسطينية مهدومة، وأحياء يطالها التطهير العرقي والاضطهاد الديني، في مشهد استعماري يومي يُراد له أن يتحول إلى أمر طبيعي ومقبول. منذ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، ومع انطلاق الحرب الإبادية على غزة، شهدت القدس المحتلة تصعيداً حاداً في أدوات الاستعمار ومحاولات الاخضاع، شملت تفاقماً في سياسة الفصل العنصري، واستمرار البطش العسكري، ومضاعفة أشكال الخنق الاقتصادي، كجزء من منظومة شاملة تسعى بائسة لتفكيك نسيج مدينتنا وشطب هويتنا الوطنية الفلسطينية.'
وكشف دلياني عن معطيات ميدانية تُظهر أن الأشهر الخمسة الأخيرة وحدها شهدت ارتفاعاً بنسبة ٣٨٪ في الهدم العقابي لمنازلنا، إلى جانب زيادة بنسبة ٣١٪ في اقتحامات المستوطنين لحُرُمات مساكننا، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تعكس بنية تنبع من عقلية دولة احتلال تُدير المشروع الاستيطاني كمخطط ثابت بأبعاد استراتيجية تهدف في المحصلة للتطهير العرقي.
وفي ما يتعلق بعقد حكومة الاحتلال اجتماعها في حي سلوان، قال دلياني: 'هذا الاجتماع يُقرأ بوصفه إعلاناً سيادياً واهماً يُمارس فوق ركام منازل العائلات المقدسية، وتحت مظلة من التزوير الأركيولوجي الذي يسعى لإنتاج سردية صهيونية مختَلَقة تُفرض على الأرض من خلال عنف مؤسسي وإرهاب استيطاني متكامل.'
وعن 'مسيرة الأعلام'، أوضح دلياني أن 'ما يجري ليس تظاهرة، بل عدوان منظّم على المدينة وأهلها، تقوده مجموعات استيطانية إرهابية تحت حماية عسكرية احتلالية كاملة. ففي العام الماضي فقط، تم توثيق أكثر من ١٤٠ إصابة، و٨٩ حالة اعتقال تعسفي، و٧٦ اعتداء على منازل ومتاجر فلسطينية خلال هذه المسيرة. ورغم هذا الإرهاب ، لا نزال نواجه المشهد بأجسادنا، بانتمائنا، وبقوة ارتباطنا بعاصمتنا.'
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن وجودنا في القدس ليس مجرّد دلالة رمزية أو استحضاراً عاطفياً للتاريخ، بل هو فعل سيادي يومي تمارسه أجسادنا بأقدام ثابتة وأرواح متجذّرة، تحرسه ذاكرة لا تهرم، وتذود عنه جذور ضاربة في عمق الأرض، أرسخ من كل ادّعاء، وأصدق من كل خرافة يروّجها الاحتلال تحت عباءة الإرهاب الاستعماري.