اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
فارق الشاب الفلسطيني عادل فوزي ماضي (27 عاماً) الحياة داخل مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، ضحية جديدة لحصار التجويع الإسرائيلي، وقد اختزل جسده المنهك إلى 15 كيلوغراماً فقط، بعدما كان يزن نحو 50 كيلوغراماً قبل الحرب.
على سرير الموت، تكدّس جسد عادل ببطن غائر وعظام نافرة، في صورة موجعة تختصر ملامح مأساة الجوع في غزة، وسط انهيار المنظومة الطبية، وانعدام الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
قال ابن عمه إسماعيل ماضي للأناضول:'أصيب عادل بالكبد الوبائي، ولم يتوفر له العلاج ولا الغذاء. كنا نراه ينهار يوماً بعد يوم دون أن نتمكن من إنقاذه. المياه غير صالحة للشرب، ولا دواء، ولا استجابة لأي نداء'.
وأضاف: 'لم نتخيل أن يتحول شاب في عمر الـ27 إلى هيكل عظمي. فتح المعابر فقط كان كفيلاً بإنقاذ حياته'.
بحسب وزارة الصحة في غزة، توفي حتى الآن 154 فلسطينياً بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم 89 طفلاً، وسط تحذيرات من برامج أممية، بينها برنامج الأغذية العالمي، الذي أكد أن 'ثلث سكان غزة لا يأكلون لعدة أيام متتالية'.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل – بدعم أميركي – حرب إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 206 آلاف بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 9 آلاف مفقود، وملايين النازحين ومجاعة تتوسع يوماً بعد يوم.
وقال المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، إن السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يتكشف حاليا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن شح الغذاء في معظم مناطق غزة وصل إلى حد المجاعة.
وشدّد التقرير الأممي على أن إدخال المساعدات برًّا يبقى الوسيلة 'الأكثر فاعلية وأمانًا وسرعة'، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط الفوري لفتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والطبية دون تأخير.
ويعيش القطاع اليوم واحدة من أقسى الكوارث الإنسانية في تاريخه، حيث تتقاطع المجاعة مع حرب مدمرة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط شلل تام في الإغاثة الدولية.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، منقلبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نصّ على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا.
ومنذ ذلك الحين، بدأ سكان القطاع يعتمدون على المواد الغذائية المخزنة، والتي نفدت تدريجيًا، ما أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية، خاصة مع نقص مشتقات الحليب، اللحوم، الدواجن، الخضروات، والأدوية، بالإضافة إلى مستلزمات النظافة.