اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المشاهد التي بثتها قناة الجزيرة، والتي وثقت قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية لمواطن فلسطيني كان يحمل كيس طحين على ظهره في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أنها تمثل دليلاً دامغاً على جريمة بشعة يرتكبها جيش الاحتلال بشكل ممنهج ويومي ضد المدنيين الفلسطينيين، في ظل حصار خانق وتجويع مقصود منذ نحو أربعة أشهر.
وقالت الحركة في تصريح صحفي صدر مساء الأحد: 'ما ظهر في المشاهد هو توثيق حي لمشهد من جريمة بشعة، تمثل سياسة الاحتلال الفاشي في استهداف المجوّعين الباحثين عن الطعام، ضمن حصار مطبق وتجويع ممنهج تمارسه حكومة مجرم الحرب نتنياهو'.
وأضافت الحركة أن 'ما أظهرته الصور يمثل ممارسة ساديّة وحشية لجيش مجرم متحلّل من كل الأخلاق والقيم، يتصرف بلا أي اعتبار للإنسانية أو للقانون الدولي'، مشيرة إلى أن إسرائيل 'مارقة' منذ تأسيسها على أرض فلسطين، وترتكب أبشع الانتهاكات بحق الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.
وأكدت حماس أن الاحتلال الإسرائيلي دأب على ممارسة القتل اليومي والاستهداف العشوائي والممنهج ضد المدنيين، وأن ما يجري حالياً في غزة 'يفوق في وحشيته أي وصف'.
وحملت الحركة في بيانها المجتمع الدولي ومؤسساته والضمير الإنساني مسؤولية الصمت تجاه هذه 'الجرائم المستمرة'، داعية إلى تحرك جاد يوقف المجازر ويضع قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وثق مقطع مصورلحظة استشهاد مواطن فلسطيني في قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية شرق مدينة غزة، بينما كان يحمل كيسًا من الطحين على ظهره في حي الشجاعية، أحد أكثر المناطق تضررًا من العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
ووفق الصور التي بثتها قناة الجزيرة، مساء الأحد، فإن المواطن الفلسطيني الأعزل كان يسير بمفرده في شارع شبه خالٍ، وقد بدا أنه أنهى لتوه استلام كيس من الطحين، قبل أن ينفجر المكان من حوله في لحظة مفاجئة وعنيفة.
وأدى القصف إلى استشهاده على الفور، فيما بقيت جثته ممددة على الأرض بجوار كيس الطحين الذي لم يكن قد ابتعد به سوى أمتار قليلة.
ويأتي هذا المشهد المفجع في سياق تصعيد متواصل يستهدف المدنيين الفلسطينيين، خاصة الباحثين عن الغذاء وسط حصار خانق ومعاناة إنسانية حادة.
وقد تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة وتيرة الغارات الإسرائيلية التي طالت مواطنين في طوابير الانتظار أمام مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في شمال ووسط القطاع، والتي أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.
من جهته، قال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة، إن 'ما لا يقل عن 500 شهيد سقطوا خلال محاولاتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية'، مؤكدًا أن 'الاحتلال يستخدم المدفعية والرصاص الحي لتفريق المدنيين في مراكز التوزيع، ومن ينجو منهم يتم قنصه بشكل مباشر'.
وأوضح البرش أن غالبية الإصابات التي استقبلتها المستشفيات تتركز في منطقتي الرأس والصدر، وهو ما وصفه بـ'استهداف متعمّد يرقى إلى جرائم الإبادة الجماعية'، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في القطاع وصل إلى مستويات كارثية لم يشهدها منذ بدء الحرب.
يُشار إلى أن هذا الاستهداف يأتي في ظل أزمة غذائية متصاعدة، حيث حذّرت منظمات إنسانية دولية من أن مئات آلاف الفلسطينيين يواجهون خطر المجاعة، خاصة في شمال القطاع، حيث تمنع قوات الاحتلال مرور الإمدادات بشكل منتظم، وتُعرقل عمليات توزيعها، بحسب تقارير الأمم المتحدة.