اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ أيلول ٢٠٢٥
حذرت أخصائية التغذية العلاجية في مستشفى أصدقاء المريض، سوزان معروف، من أن سوء التغذية الحاد الناتج عن عدم وصول المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية إلى سكان قطاع غزة، يهدد حياة المزيد من الأطفال المجوعين.
وفي تصريح لـ 'فلسطين أون لاين'، دقّت معروف ناقوس الخطر مع استمرار المجاعة التي رافقت حرب الإبادة الإسرائيلية، وعدم قدرة المستشفى على استيعاب المزيد من حالات الأطفال المصابين بسوء التغذية، بسبب اكتظاظ الأسرة ونفاد المكملات الغذائية.
وبيّنت أن مستشفى أصدقاء المريض، في ذروة المجاعة، كان يستقبل يوميًا من 250 إلى 300 حالة تعاني سوء التغذية، واقتصر تقديم العلاج على الحالات الأشد خطورة، بسبب محدودية الدعم الغذائي.
وبحسب معطيات أوردها مصدر في وزارة الصحة لـفلسطين، ارتفع إجمالي ضحايا المجاعة وسوء التغذية في غزة إلى 370 شهيدًا، بينهم 131 طفلاً.
في السياق ذاته، وصفت معروف الحالات التي تصل المستشفى بأنها 'صعبة'، مشيرة إلى أن المجاعة تفشّت في غزة بعد إغلاق جيش الاحتلال معابر القطاع مطلع مارس/آذار 2025، ومنع وصول المواد الغذائية والمساعدات إلى أكثر من مليوني مواطن منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونبّهت إلى أن انتقال الأطفال من سوء التغذية المتوسط إلى المرحلة الحادة كان سريعًا جدًا، إذ فقدوا ما بين 20-30% من وزنهم خلال أسبوعين على الأكثر، ما أدى إلى ضعف مناعتهم، وعجز أجسادهم الغضّة عن مقاومة الأمراض، وظهور مضاعفات صحية جديدة.
وذكرت أن ما توفّر في مخزون المستشفى من مكملات وأغذية علاجية جاء بجهود متبرعين ومؤسسات شريكة وصديقة للمستشفى، لكنه لا يغطي الحاجة المتزايدة للأطفال الوافدين إليه.
وأضافت معروف أن العديد من الحالات لا تستجيب للعلاج والمحاليل الطبية المقدمة داخل المستشفى، وهي بحاجة إلى برنامج غذائي متكامل للنهوض بوضعها الصحي.
وأكدت أخصائية التغذية العلاجية أن الأطفال المصابين بسوء التغذية يحتاجون بشكل عاجل إلى جميع العناصر الغذائية من بروتينات وخضار وفواكه ولحوم ودواجن وأسماك، موضحة أن هذه العناصر تساعد على بناء أجسادهم بشكل سليم، لكنها مفقودة في السوق المحلي، وإن توفرت فإن الأسر لا تملك القدرة المالية على شرائها لأطفالها.
وأشارت إلى أن أمراضًا أخرى ومضاعفات خطيرة رافقت سوء التغذية لدى الأطفال، منها ارتفاع نسبة الأملاح في أجسادهم، وبروز عظامهم، وتساقط شعر العديد منهم، نتيجة فقدان العناصر الغذائية الأساسية، حتى أصبحت أجسادهم هشة ونحيلة.