اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
حذر مدير مركز 'شمس' لحقوق الانسان والديمقراطية عمر رحال من أن السياسات الإسرائيلية تجاه المخيمات الفلسطينية لا تقتصر على البعد الإنساني، بل تهدف إلى طمس رمزية المخيمات التي تمثل النكبة وحق العودة، من خلال التضييق على 'الأونروا'، وإجراءات ميدانية تسعى إلى شطب الوجود الرمزي والسياسي للمخيم الفلسطيني.
وأكد رحال لصحيفة 'فلسطين'، أن جيش الاحتلال يستغل العدوان على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 20 شهراً، من أجل تصعيد سياسة الضم والتهجير ضد مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.
وقال، إن المخيمات شكلت على مدار العقود الماضية رأس حربة في النضال الفلسطيني، ما يجعلها هدفًا مباشرًا للاحتلال، الذي يسعى لتفكيكها وإنهاء دورها كمركز للمقاومة والصمود.
وشدد رحال على أن '(إسرائيل) تسعى للسيطرة الكاملة على الموارد الطبيعية في الضفة، لا سيما المياه، مستندة إلى النظرة الصهيونية القائمة على 'أرض بلا شعب'، موضحًا أن أكثر من 62% من مساحة الضفة الغربية تخضع لسيطرة الاحتلال وفق تصنيفات اتفاق أوسلو.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، حذّرت من تصاعد الاحتياجات الإنسانية في الضفة الغربية بعد 5 أشهر من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن أكثر من 40 ألف شخص في شمال الضفة لا يزالون نازحين قسراً ويعانون للوصول للخدمات الأساسية والصحية.
وبيّن رحال أن العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية والقدس لم يتوقف يومًا، لكنه تصاعد بشكل خطير بعد بدء العدوان على قطاع غزة، في محاولة من حكومة الاحتلال لاستغلال الظرف الإقليمي والدولي للانقضاض على ما تبقى من الضفة.
وأوضح، أن تصريحات مسؤولين إسرائيليين مثل رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير القضاء ليفين، التي تدعو صراحة إلى ضم الضفة الغربية، تكشف عن سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن ما يجري من عمليات تهجير قسري ومصادرة أراضٍ وتوسيع للاستيطان هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويمثل خرقًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر نقل السكان قسرًا في الأراضي المحتلة.
وأكد رحال أن (إسرائيل) تنتهك تعهداتها الأممية، مستشهدًا بالقرار 181 (قرار التقسيم)، الذي نص على إقامة دولتين، إحداهما فلسطينية، والأخرى إسرائيلية 'محبة للسلام'، وهو ما لم تلتزم به حكومة الاحتلال، التي تضم في تركيبتها الحالية مستوطنين يتبنون أيديولوجية توراتية تعتبر الأرض لليهود والفلسطينيين غرباء.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تسعى لاستغلال المتغيرات الإقليمية، بما في ذلك تراجع بعض الدول العربية وتطورات الساحة الدولية، من أجل تنفيذ مشروع 'هندسة الإقليم' بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية، مستهدفين غزة، والمخيمات الفلسطينية، وحزب الله.
وطالب رحال بموقف وطني شامل من السلطة، والفصائل، والمجتمع المدني، والجامعات، وكل جهة فاعلة. لا يمكن الاكتفاء بالإغاثة أو الخطابات، بل يجب التصدي فعليًا لمحاولات الضم، والدفاع عن الحق الفلسطيني بوسائل قانونية، وسياسية، وميدانية.
ويتواصل العدوان على مخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من 5 شهور، حيث أسفر إلى نزوح ما يزيد عن 47 ألف فلسطيني، وهدم أكثر من ألف بناية ومنزل، واستشهاد العشرات. ومنذ بدء العدوان على المخيمات انطلاقاً من مخيم جنين في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، شهدت مخيمات الضفة الغربية وبعض البلدات والمدن حملات مداهمات واعتقالات واسعة، وهو ما تسبب في شلل شبه كامل للحياة اليومية.