اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لا تستقيم حياة الناس بدون التسوق الذي تقوم فكرته على ذهاب الإنسان إلى الأسواق أو المراكز التجارية لشراء احتياجات البيت حتى تستمر الحياة، وقد يكون التسوق يومياً أو أسبوعياً حسب ظروف المواطن وامكانياته المادية وانشغالاته، وقد يقوم بهذه المَهمة الزوج أو الزوجة أو كلاهما معا، وقد يصطحبا معهما الأطفال.
ما سبق يحدث عند كل الناس أينما كانوا، وفي غزة أيضاً ما قبل العدوان الإسرائيلي اكتوبر2023، لكن منذ ذلك الوقت تغيرت الأحوال، فلم يعد التسوق المريح متاح، فالعدو أغلق المعابر، ودمر مصانع انتاج السلع المحلية، وجرّف الأراضي الزراعية، لذلك غابت البضائع المطلوبة للناس من الأسواق الرئيسية، وصارت عملية التسوق المريح أشبه بالمَهمة المستحيلة.
أمام تلك اللوحة السوداء، ماذا عسى الناس أن يفعلوا، وهم الذين فقدوا مصدر رزقهم ولم يعد العمل متوفر حتى تستمر فكرة التسوق كما كانت بالماضي؟
لجأ الناس لتقليل التسوق إلى الحد الأدنى، ولم تعد الأغذية المُهمة متوفرة على موائد الغزيين، وتقلصت المشتريات كماً ونوعاً، فالأسرة التي كانت تتسوق قبل العدوان أسبوعياً وتشتري مثلاً 2 كيلو لحمة أسبوعياً، صارت تشتري نصف الكمية كل شهر، وتقلصت عدد الوجبات الغذائية اليومية إلى وجبتين، ومع اشتداد الحصار والعدوان والمجاعة صارت واحدة، وكثيرٌ ما نام كثيراً من الناس بلا وجبة عشاء.
ومما كان يعقد عملية التسوق، هو نقص السلع الغذائية، وارتفاع سعرها إن وجُدت، وعدم توفر السيولة النقدية مع الناس نتيجة انعدام فرص العمل، والخوف من قصف الاحتلال للأسواق والأماكن العامة، وعدم قدرة الإنسان على شراء الكمية اللازمة.
لقد كان الرجل يصطحب زوجته وأحياناً أولاده قبل العدوان، لكن أثناءه اختفت تلك العادة؛ لأن الأب يخشى من أن يرى أولاده شيئاً ما ويطلبونه منه، فلا يقدر على تلبية الطلب، فتراه يبحث عن أهم السلع المطلوبة وبأقل الأسعار حتى لا يُحرج نفسه.
إن العدوان الإسرائيلي على غزة قد حرم سكانها من كثير من تفاصيل حياتية هي حقوق بسيطة عند باقي العالم، لكنه حولها الى مطالب، فالتسوق هو حق طبيعي، لكنه ممنوع من التمتع به.
لم يعد من اهتمامات المواطن شراء السلعة المفيدة بقدر ما صار همه شراء السلعة التي تشبع بطون أبناءه الجوعى؛ لأن الشبع صار أمنية في ظل المجاعة التي عاشها أهل غزة.
أخيراً: نسأل الله أن يُعوضَ غزة وأهلها عما عاشوه وعانوه من ضيق ومجاعة وخوف، خير العوض في الدنيا والأخرة.

























































