خريطة الفلسطينيين في الضفة الغربية بين المدن والريف

قلقيلية- تقرير معا- نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الاعلام العبري مؤخرا خريطة توضح المخطط الاستيطاني في الضفة الغربية والتي يروج له وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو بتسلئيل سموترش حول مخطط حكومته لضم الضفة الغربية.

وفي هذا التقرير حاولنا تحليل هذه الخريطة وانعكاسها على الأرض والسكان في حال تم تنفيذ هذا المخطط.

حيث تعكس الخارطة الأخيرة للضفة الغربية تقسيمًا ديموغرافيًا واضحًا للفلسطينيين بين المدن الكبرى والريف، بما يعكس واقعًا سياسيًا واجتماعيًا له تداعيات كبيرة على السكان.

التوزيع السكاني

وفقًا للمعطيات السكانية:

اللون الأخضر (المراكز الفلسطينية الكبرى): يشمل المدن الكبرى مثل نابلس، الخليل، رام الله، طولكرم، جنين، أريحا، بيت لحم، وقلقيلية. يعيش في هذه المدن نحو 2 – 2.2 مليون فلسطيني، ما يمثل 65 – 70% من سكان الضفة الغربية.

اللون البني (الريف والمناطق الزراعية): يغطي معظم القرى والتجمعات الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة، ويشمل الأراضي الزراعية التي يسكنها نحو 1.2 مليون فلسطيني، أي نحو 30 – 35% من سكان الضفة.

مقارنة المساحة والكثافة

المدن (الأخضر) مساحتها صغيرة نسبيًا، إذ تشغل نحو 10 – 15% من مساحة الضفة الغربية، لكنها مكتظة بالسكان، ما يجعلها أكثر عرضة للعزلة والحصار الجغرافي.

الريف (البني) مساحته واسعة جدًا، حوالي 85 – 90% من مساحة الضفة الغربية، إلا أن عدد السكان فيها أقل، ما يضاعف هشاشة المجتمعات الفلسطينية في مواجهة السيطرة الإسرائيلية المباشرة على هذه المناطق.

البعد السياسي

يرى مراقبون أن الخارطة تبرز محاولة هندسة ديموغرافية:

المدن (الأخضر) ستتحول إلى جزر حضرية معزولة داخل شبكة السيطرة الإسرائيلية، ما يقلل من التواصل الجغرافي والسياسي بين الفلسطينيين.

الريف والمناطق البنية سيكون سكانها تحت السيطرة المباشرة، بلا أي أفق لإقامة كيان سياسي مستقل، ومعرّضون لتقييدات على البناء والتنقل والزراعة.

النتيجة

يؤكد هذا التوزيع أن الأغلبية الفلسطينية تتركز في مساحات صغيرة مكتظة، بينما تُترك الغالبية الباقية في مناطق واسعة تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة، ما يعكس تعمُّدًا في تقليص قدرة الفلسطينيين على التواصل الجغرافي والسياسي، ويزيد من صعوبة إقامة حياة مستقرة ومستقبل مستقل.

الخلاصة

فانه لو تم تنفيذ هذا المخطط تكون اسرائيل سيطرت مساحة اكبر من الضفة الغربية بعدد سكان اقل مقارنة بما ستبقيه للفلسطيني داخل المدن وهي مساحة قليلة مع عدد سكان كبير.