اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
زياراتٌ مكوكية لوزراء ومبعوثين أمريكيين ل 'اسرائيل' فمن جاريد كوشنر لستيف ويتكوف وصولًا لروبيو وزير الخارجية الأمريكي تتسارع الخطوات الأمريكية للحفاظ على وقف اطلاق النار في غزة ومنع انهياره لأيّ ظرفٍ كان، ويعتبر ذلك السبب الرائج والمصرح به للزيارات، ولكن هل يكون ذلك السبب الرئيس أم أنّ الخفاء يحمل أمورًا أخرى؟
تمتلك الولايات المتحدة الأميركية القدرة الكافية لكبح جماح نتنياهو من كسر الاتفاق والعودة للحرب من خلال اتخاذ قراراتٍ سياسيةٍ تُضعِفُ الدعم الاستراتيجي للاحتلال حيث يندرج تحت ذلك تحديد الدعم العسكري والاصطفاف على الحياد في بعض القضايا الخاصة بالشرعية الدولية.
وقد أشار لذلك الرئيس الأمريكي 'دونالد ترمب' ضمنيًا خلال خطابه في الكنيست قبل حوالي أسبوعين حين ذكر قوله لنتنياهو: 'اسرائيل لا تستطيع قتال العالم كله وحدها'، ليظهر في كلماته عدم موافقته على عزلة 'اسرائيل' الدبلوماسية المتزايدة يومًا بعد يوم مع استمرار الحرب.
وفي الوقت ذاته، تعقد الفصائل الفلسطينية اجتماعاتٍ متتالية في العاصمة المصرية القاهرة حيث تعرض حماس على السلطة الفلسطينية استلام زمام الحكم في القطاع فوريًا إلا أن الأخيرة ترفض ذلك طالبةً استمرار حماس في حكم القطاع لمدة ستة أشهرٍ فقط ليقابَل ذلك بالرفض القطعي من حماس.
ومن المتوقع استمرار الرفض من حماس لعدم ضمانتها السلطة الفلسطينية واعتقادها وجود اتفاقٍ داخلي بينها وبين الاحتلال لإيقاع حماس في مأزق الاستمرار في الحكم دون تحملها أدنى مسؤولية عن القطاع حيث ظهر بعض ذلك في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي أبدى حبه لمحمود عباس بصفته رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية معرجًا أنه غير صالح لإكمال المهمة.
ليكون كل ما سبق بمثابة خط العودة للحرب لإيجاد مبررات لنتنياهو وحكومته بحجة هزيمة حماس، خصوصًا في ظلّ تقارير أمريكية وصفت وجود حماس في غزة بالمستمر مع امتلاكها لآلاف المقاتلين المصنفين من جنود النخبة، وما نسبته 70% من أنفاق غير مدمرة وفق الجنرال 'الاسرائيلي' غيورا آيلاند صاحب خطة الجنرالات التي حاول الاحتلال تنفيذها في القطاع مع أكتوبر 2024 دون تسجيله للنجاح في ذلك.
ويعتبر ذلك من الأمور التي تريد حماس تفاديها خصوصًا بعد فقدها لأوراق الضغط التي تمتلكها من الأسرى 'الاسرائيليين' وحاجتها لإصلاح الجبهة الداخلية الفلسطينية في القطاع بعد حربٍ استمرت أكثر من عامين.
كما يبدو أن حماس غير معنية باستمرارها في حكم القطاع من خلال عدم ابداءها مظاهر القوات العسكرية الحكومية الضابطة للأمن الداخلي في القطاع، وعدم ظهور قياداتٍ سياسيةٍ وشرطيةٍ في القطاع كما حدث بعد اتفاق يناير ٢٠٢٥، ما يؤكد عدم وجود نية لحماس للاستمرار في الحكم.
بالإضافة لرغبتها سحب كافة الأسباب التي يمكن أن تعطي نتنياهو الذريعة لعودة الحرب رغم أن بقائها كفصيل فلسطيني يرفض وجود 'اسرائيل' ويؤمن بتحرير فلسطين كاملةً باقٍ بالتفافٍ شعبيٍ واضحٍ لا يمكن إنكاره لكن ما سبق يعتبر مندرجًا تحت الدهاء السياسي الذي ظهر على المستوى السياسي المدعوم من المستوى العسكري لحماس خلال معركة طوفان الأقصى.
ومن غير المستبعد أن يكون سبب الزيارات الأمريكية المكوكية ل 'اسرائيل' إعداد خطةٍ متكاملة الأركان لضم الضفة الغربية لها بغطاءٍ سياسيٍ كامِل مع عدم التدخل المباشر، كما يسعى الأمريكي لبقاء حكومة نتنياهو المتطرفة دون رفضٍ لأيديولوجيتها الرامية لإنهاء الشعب الفلسطيني وقضيته، لكنها تسعى لإخراج ذلك بطريقةٍ إبداعيةٍ لم يسبق اقتراحها أو محاولة تنفيذها.

























































