غزة: موسم تسوق ضعيف يبدد تطلعات تجار الملبوسات

كتب عيسى سعد الله:

بدد الضعف غير المسبوق الذي تشهده الحركة الشرائية في ذروة موسم التسوق لعيد الأضحى، تطلعات أصحاب محال بيع الملبوسات في تحقيق مبيعات مجدية عقب أكثر من شهرين مرّا على حالة كساد الحركة الشرائية في قطاع غزة.

واشتكى التجار في أحاديث منفصلة مع 'الأيام'، من ضعف حاد في الإقبال على شراء الملبوسات رغم قرب حلول عيد الأضحى.

ورغم تطلعهم لتحسن الحركة بعد صرف رواتب الموظفين المتوقع خلال الساعات القادمة إلا أنهم أبدوا تشاؤماً من إمكانية وصولها إلى مستوى ما كانت عليه خلال عيد الفطر الماضي.

ولم تغر الأسعار المتدنية لمعظم أنواع الملبوسات المواطنين الذين يكتفون بشراء القليل من ملابس الأطفال كما يقول أدهم شحادة، صاحب محل في جباليا، والذي وصف التسوق والإقبال على شراء الملبوسات بالعادي جداً ولا يرقى إلى مستوى مواسم الأعياد بشكل عام.

وتتعمق حالة الركود أكثر في الأسواق الشعبية التي تخلو في معظم ساعات اليوم من المارة كسوق العودة الشعبي في مخيم جباليا.

وأضاف شحادة بينما كان يحتسي القهوة ويتجاذب أطراف الحديث مع نظرائه الباعة، إن الإحجام كبير ولا يوجد مبرر رغم معرفتهم بأوضاع المواطنين ولكنهم اعتادوا على بيع كميات كبيرة من الملبوسات في مثل هذا الموسم.

ويعلق شحادة آمالاً على رواتب الموظفين في زيادة نسبة الإقبال رغم عدم كفاية ما تبقى من أيام لحلول العيد لتحسين الجدوى الاقتصادية.

ويشاركه الرأي التاجر سلام يونس الذي اعتبر موسم التسوق الحالي من أضعف مواسم التسوق التي مرت خلال السنوات الماضية.

واستهجن يونس ما وصفه بالعزوف الكبير عن شراء الملبوسات حتى الآن في وقت كانت المواسم الماضية تشهد ذروة التسوق والإقبال مع تبقي أقل من خمسة أيام على حلول العيد.

وقال يونس: لا وجه مقارنة على الإطلاق بين موسم التسوق خلال عيد الفطر الماضي وبين الموسم الحالي والذي يتجه إلى تسجيل أقل نسبة إقبال على شراء الملبوسات خلال الأعوام الماضية.

وقلل يونس في الأربعينيات من عمره من أهمية صرف رواتب الموظفين خلال الفترة القادمة في تحسين الحركة الشرائية بشكل ملموس نظراً لإقبال الكثير من هؤلاء على شراء الأضاحي.

واستباح الكثير من التجار الأرصفة وأجزاء من الشوارع الرئيسة لعرض الملبوسات لجذب الزبائن، في صورة تعكس قلقهم الشديد من ضعف الحركة الشرائية، كما هو الحال مع التاجر شادي نصر الذي لم يستجب لتعليمات وقرارات البلدية وتعدى على مساحة من ساحة مخصصة لوقوف السيارات لعرض أصناف جديدة ورخيصة الثمن من ملابس الأطفال.

واعتبر نصر أن الأولوية بالنسبة للمواطنين في هذا العيد على ما يبدو ليس شراء الملبوسات واحتياجات الأطفال من الألعاب وغيرها، كما كان الحال عليه خلال عيد الفطر الماضي.

وقال نصر 33 عاماً إنه ونظراءه التجار يشعرون بالخذلان من ضعف السوق رغم تقديرهم المسبق بأنه لن يكون بمستوى قوة التسوق خلال العيد الماضي ولكنهم لم يتوقعوا بأن يكون بهذا الضعف.

وعمقت حالة الركود الحالية من شدة وحدة المنافسة بين تجار الملبوسات، ما كبدهم المزيد من الخسائر الناتجة عن خفض الأسعار إلى دون سعر التكلفة، كما يشير البائع محمود رضوان والذي اضطر إلى خفض الأسعار بما يتناسب والحالة التجارية في السوق حتى لا يفقد مكانته.

وقال رضوان إن التجار يحاولون بشتى الطرق جذب الزبائن حتى لو على حساب أرباحهم ليقينهم أن الموسم الحالي هو الأخير لبيع الملابس الصيفية ولذا فهم يتنافسون من أجل تسويق وبيع أكبر كميات ممكنة.