حي الشجاعية..الانتقام من التاريخ والحاضر

قطاع غزة - قُدس الإخبارية:  قام جيش الاحتلال ظهر اليوم الخميس بالتوغل بشكلٍ مفاجئ في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وسط غاراتٍ جويةٍ عنيفة وقصف مدفعي، حيث توغلت دبابات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ في حي الشجاعية انطلاقا من الحدود الشرقية من محورين الأول مفرق الكورية نهاية شارع النزاز والآخر منطقة الطاقة؛ ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء في شوارع الحي.

ليست المرة الأول التي يشهد فيها حي الشجاعية مثل هذه المجازر، حيث شهد الحي الغارات الأعنف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، إضافةً إل مجزرة حي الشجاعية الشهيرة والتي وقعت في عدوان عام 2014 والتي راح ضحيتها 75 فلسطينياً في مشهدٍ دموي تحفظه الذاكرة الفلسطينية إلى يومنا هذا.

يعود تاريخ حي الشجاعية إلى العصر الأيوبي، ويحتفظ بالعديد من الشواهد التاريخية كمسجد عثمان بن عفان والذي بُني في الحي في القرن الرابع عشر للميلاد.

ويعتبر حي الشجاعية معقلاً من معاقل المقاومة الفلسطينية تاريخياً، حيث شهد معارك عام 1967، ومواجهات الانتفاضة الأولى، حيث نفذ به الشهيد عماد عقل عمليات إطلاق نار اتجاه جنود الاحتلال.

ولدوره الطليعي في المقاومة تعرض حي الشجاعية للعديد من المجازر الإسرائيلية وعمليات قصفٍ وتدمير، كان أبرزها اجتياح جيش الاحتلال للحي عام 2003 مع غارتٍ جوية استهدفت السكان، مع نشوب اشتباكات مسلحة بين المقاومين وجنود الاحتلال، إضافة إل مجزرة أخرى ارتكبها جيش الاحتلال في الحي عام 2004.

وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008-2009 تعرض حي الشجاعة لغارتٍ عنيفة من طائرات الاحتلال، غير أن أبرز الأحداث التي شهدها الحي خطف كتائب القسام الجندي الإسرائيلي 'شاؤول أرون' في معركة العصف المأكول عام 2014، حيث قُتل في هذا الكمين 15 جندياً.

وأنجب الحي عدداً من القادة المقاومين الشهداء أبرزهم القائد العسكري في كتائب القسام أحمد الجعبري، الذي ولد في حي الشجاعية، واستشهد عام 2012، إضافة للشهيد بهاء أبو العطا أحد قادة سرايا القدس والذي استشهد في الحي عام 2019 مع عدد من أفراد عائلته، والشهداء الأخوين نضال ووسام فرحات.

ويمارس اليوم جيش الاحتلال انتقامه الوحشي من حي الشجاعية وسكانه بتكثيف الغارات عليه وارتكاب المجازر الوحشية وهدم المنازل، في حربه على الحجر والإنسان.