اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
يكثف الاحتلال عدوانه على مدينة غزة في أثناء محاولة تطويق المدينة من الأحياء الشمالية والجنوبية، متزامنا مع قصف مدفعي وجوي كبير يصاحبه تفجير روبوتات وإطلاق نار من مسيرات 'كواد كابتر' وأبراج القنص التي تستهدف حركة المواطنين وأية مظاهر حياة، ويفاقم الوضع النقص الحاد في المياه، بهدف دفع الناس للنزوح لجنوب القطاع تحت وطأة القصف والتدمير، لم يتوانَ الاحتلال عن قصف البيوت على رؤوس ساكنيها لإجبار الناس على النزوح تحت ضغط هائل.
لم يتوقف الاحتلال عن قصف البيوت على رؤوس ساكنيها في محيط سكن يوسف شرف بمخيم الشاطئ شمال غرب المدينة، بعد أن أصبح المخيم وجهة للنازحين القادمين من مناطق شارع الجلاء والأحياء الشرقية، في محاولة للتشبث بالمدينة حتى 'الرمق الأخير'، ليعيش ليالٍ صعبة وأوضاعًا قاسيةً، لا يتوقف فيها القصف.
بسبب العدوان على المدينة لم يتبق في المخيم سوى نحو 20% من مقومات الحياة، وباتت مياه الشرب شبه معدومة ولا توجد مياه بلدية، مع شح الأطعمة والبضائع في الأسواق.
ويروي لصحيفة 'فلسطين': 'الليلة الماضية كانت صعبة جدا، كل الطائرات كانت تشارك في قصف المخيم، مع إطلاق نيران رشاشة من البوارج البحرية الإسرائيلية، فضلا عن تقدم الآليات والدبابات على بعد 2 كيلو متر من المخيم. حصلت مجزرة قريبة مني بقصف منزل على رؤوس أصحابه يعود لآل مطرية. النوم شبه معدوم لأننا نكون في حالة ترقب مع صوت الانفجارات وتفجير الروبوتات ولا تعرف النوم أصلاً'.
قصف مربعات سكنية
وارتكب الاحتلال مجزرة مروعة باستهداف مربع سكني بحي الشيخ رضوان أسفر عن عشرات الشهداء من عائلتي زقوت وحمد بقصف عدة منازل على رؤوس ساكنيها، عاشت ملك نبهان التي تسكن بنفس المربع لحظات مروعة، تروي تفاصيلها لصحيفة 'فلسطين' فتقول: 'كان القصف مفاجئًا، اهتزت جدران منزلنا وكأنَّهُ زلزالٌ، وتطاير الركام وسحابة الدخان الناجمة عن القصف المرعب سماء المنطقة، لم نعد نرَ شيئًا، وبعد دقائق بدأنا سماع صراخ الجيران'.
وأضافت: 'المجزرة كانت مروعة، شوهت معالم المنطقة، ومن بعدها الكثير من الجيران نزحوا. حملت طفلي الرضيع (شهر) وانتقلت مع عائلة زوجي نحو مخيم الشاطئ، والذي يتكدس فيه عشرات الآلاف من النازحين، ممن رفضوا النزوح نحو جنوب القطاع ولا زالوا مصرين على البقاء بمدينة غزة'.
وعن مقومات الحياة في المخيم، ترسم نبهان صورة للوضع الإنساني والمعيشي، موضحة: 'الوضع نوعا ما في مخيم الشاطئ أقل خطورة من حي الشيخ رضوان، لكن المياه الحلوة تصل بكميات شحيحة وبسبب تدافع الناس نحو شاحنات تعبئة المياه لا نستطيع التعبئة، لكن مياه البلدية تصلنا في أيام معينة'.
وتابعت: 'خرجنا من حي الشيخ رضوان، وكان جيش الاحتلال يطلق القذائف علينا، ومسيّرات كواد كابتر كانت تطلق النار، وبعد المجزرة المروعة أصبح المربع السكني فارغا، وربما أصبح الحي كله بلا سكان بسبب تفجير الروبوتات'.
ويعتمد الاحتلال في السيطرة الجوية على أحياء الشيخ رضوان، ومنطقة أبو سكندر وجزء كبير من شارع النفق واليرموك، وشارع الجلاء من مفرق 'الصاروخ' حتى مفرق 'الغفري'، من خلال تواجد مسيرات 'كواد كابتر' التي تستهدف أية حركة، وكذلك القصف المدفعي والجوي بهدف تهجير الأهالي.
ليال عصيبة
كحال سابقيه عاش مالك عطا الله والذي يسكن بشارع اليرموك ليالٍ عصيبة، مع اشتداد القصف على شارع النفق واليرموك، ونزوح الكثير من العائلات، يقول لصحيفة 'فلسطين': 'الطائرات الحربية تقوم بقصف البيوت، والمسيّرات تطلق نيرانها على كل من يتحرك وتلقي القذائف عليه، قذائف مدفعية دخانية على بعض المفترقات لكي ترعب الناس وتخنقهم، أصوات الدبابات واضحة، لا يوجد مياه للشرب بسبب توقف العديد من المحطات عن العمل.
بروتين صعب يعيش عطا الله حياته في منطقة أصبحت خطرة، فيتجنب الخروج من المنزل إلا لأمر طارئ جدا، وفي حال الرجوع إلى المنزل يأخذ جميع الاحتياطات والحذر من المسيرات لأنها أكثر شيء مقلق ومرعب في هذا الوضع، 'لم أفكر أبدا ولو للحظة الخروج من المنزل، ولكن الأوقات التي نمر بها صعبة جدا وفكرة النزوح واردة بانتظار ساعة الصفر'.
وكما بقيت أعداد كبيرة من العائلات بمدينة غزة، أدى القصف الدامي وتدمير العمارات السكنية والأبراج لإجبار أعداد أخرى على النزوح لجنوب القطاع، لكن لم تسلم هي أيضًا من الملاحقة والاستهداف، فأثناء انتظار آلاء مشتهى وعائلتها قدوم الحافلة لنقلهم من غرب مدينة غزة لدير البلح وسط القطاع مع قرب حلول المغرب، وقع انفجار على بعد سبعة أمتار من مكان تواجدهم.
تستعيد مشتهى تفاصيل تلك اللحظات الدامية لـ'فلسطين': 'دمر القصف كل شيء بجوارنا، زجاج المحل الذي كنا بداخله تساقط على رؤوسنا، لكن نجونا كلنا.