اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل المجازر اليومية في قطاع غزة، شنّ الاحتلال الإسرائيلي غارةً استهدفت تجمعًا شعبيًا في سوق مدينة دير البلح وسط القطاع، أثناء عملية توزيع الطحين التي كانت تتم تحت إشراف عناصر من الشرطة والأمن. وأسفرت الغارة عن استشهاد عدد من المواطنين، بينهم ضباط أمن، إلى جانب عشرات الجرحى.
وفي الوقت الذي يدّعي فيه الاحتلال أنه يستهدف 'عناصر تهديد'، جاءت هذه الجريمة لتؤكد أن عين العدو لا تُغلق عن تفاصيل المشهد الداخلي، وأنه يراقب حركة الناس والفوضى الحاصلة ليستثمرها في تحديد مواقع القصف، حيث كانت الأجهزة الأمنية تعمل على مصادرة مواد غذائية من تجّار السوق السوداء وملاحقة عصابات النهب والاحتكار.
عصابات الفوضى.. شرك للدم وسلاح بيد الاحتلال
منصة 'الحارس' وصفت الجريمة بأنها 'ليست عبثية'، بل نتاج رصد استخباري دقيق لحركة المدنيين وتوقيت توزيع المساعدات. وأضافت أن 'سلوك عصابات النهب والاحتكار' لا يُعدّ مجرد فساد فردي أو جشع وقت الحرب، بل تحوّل إلى أداة فعّالة بيد الاحتلال تُمكّنه من بناء بنك أهداف داخل المجتمع المدني، واستهداف المؤسسات التي لا تزال تحافظ على تماسك الجبهة الداخلية.
وأكدت المنصة أن اللصوص والمحتكرين 'يوفّرون للعدو الغطاء الذرائعي والسياسي لتنفيذ مجازره'، ودعت إلى تعزيز التعاون الشعبي مع الأجهزة الأمنية للقضاء على هذه الظواهر، لما فيها من مساهمة مباشرة في تمهيد الطريق أمام الضربات الصهيونية.
الداخلية: قصف منظم لضرب الأمن الداخلي
من جانبها، دانت وزارة الداخلية في غزة المجزرة، مؤكدة أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر عناصر الشرطة الذين كانوا يؤدّون واجبهم في تنظيم السوق وملاحقة مجموعة من اللصوص حاولت السطو على ممتلكات المواطنين. وشددت على أن هذا الاستهداف هو جزء من مخطط الاحتلال لضرب الأمن والاستقرار الداخلي، عبر ثني عناصر الشرطة عن أداء واجبهم، وزعزعة الثقة الشعبية بالأجهزة الأمنية.
وأضاف البيان أن الاحتلال لن يحقق أهدافه من خلال هذه الغارات، وأن وزارة الداخلية ستواصل ملاحقة المتعاونين واللصوص 'بيد من حديد'، داعية إلى التكاتف الشعبي لحماية السلم الأهلي في قطاع غزة، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السكان بفعل العدوان والحصار.
تكشف رغبة نتنياهو بنشر الفوضى
أكد التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعوائل الفلسطينية في غزة، أن استهداف الاحتلال للمجموعات الشعبية المنظمة للأسواق والمساعدات في دير البلح وسط قطاع غزة؛ جريمة إسرائيلية مركبة؛ للإمعان في نشر الفوضى.
واعتبر التجمع في بيان صحفي أن هذه الجريمة تكشف السبب الحقيقي لرغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس، بوقف المساعدات؛ في محاولة منه لنشر الفوضى وتوفير غطاء للصوص وقطاعي الطرق.
وشدد، على أن دولة الاحتلال تمعن في هذه الإجراءات على تجويع شعبنا؛ وإعادة هندسة التجويع بطريقة عسكرية تحقق أهدافه في القطاع.
واستشهد 17 مواطنًا وأُصيب آخرون، في مجزرةٍ إسرائيلية جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الخميس، بقصف تجمعًا للمواطنين أثناء بيع الدقيق قرب دوار البركة في دير البلح وسط القطاع.
والليلة أعلنت أعلنت حكومة الاحتلال تعليق إدخال شاحنات المساعدات الغذائية والطبية، التي نجحت مبادرة أهلية من العوائل والعشائر، في تأمين وصولها مساء أمس الأربعاء إلى مخازن المؤسسات الدولية في محافظة غزة، بادعاء أنّ حركة 'حماس' سيطرت عليها.
ومنذ أكثر من شهر وتحت تصاعد الضغط الدولي، سمحت حكومة الاحتلال شكليا بإدخال شاحنات مساعدات غذائية وطحين، قليلة، لكن بشرط أن تتم سرقتها والبلطجة عليها، في الطريق وألا يؤمن وصولها للمؤسسات.
إلى جانب ذلك، سيطر جيش الاحتلال بالتنسيق مع شركة أمنية أميركية على عملية توزيع مساعدات في نقاط خاضة للسيطرة الإسرائيلية في وسط وجنوب القطاع، وحولها لأداة قتل وإبادة راح ضحيتها مئات الشهداء.