اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، زج جيش الاحتلال فايز عودة في سجونه حين كان يعمل بالداخل المحتل، وعاش رحلة من العذاب والتحقيق الطويل، والحرمان من الطعام والشراب والنوم، والاتصال بعائلته لطمأنتهم عليه، والبرد والجوع.
أربعة شهور قضاها عودة في سجون الاحتلال دون أن يعرف أي شيء عن عائلته وأطفاله في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأفرج عنه وقد تحولت حياته إلى سلسلة من الألم، بدأت بالاعتقال وانتهت بالاستشهاد، رغم سريان اتفاق وقف حرب الإبادة.
خرج عودة من سجون الاحتلال بجسد منهك، يبحث عن أطفاله وزوجته ووالدته المريضة، ويتفقد حالهم بعد الشهور الأولى القاسية للحرب على مختلف مناطق قطاع غزة.
بعد إطلاق سراحه، وجد عودة نفسه نازحًا بلا مأوى، منزله الذي بناه على مدار سنوات، تحول إلى ركام من الحجارة والغبار، وأقاربه الذين كان يشاركهم طعامه وحديثه اليومي، رحل بعضهم تحت القصف، بينما تفرق الآخرون في مدارس الإيواء والخيام.
عاش عودة حياة النزوح في رفح ومواصي رفح وخان يونس بعد الاعتقال، والتجويع أيضا برفقة عائلته طيلة شهور طويلة من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، والخروج من منطقة سكنه أكثر من مرة.
انتظر عودة عامين لانتهاء الحرب، ولكن كان القدر ينتظره بعد الإعلان عن اتفاق وقف حرب الإبادة وعودته لتفقد منزله في 'جورة اللوت' جنوب مدينة خان يونس، ليكون هدفًا لقناص إسرائيلي أطلق النار عليه واستشهد متأثرًا بجراحه بعد أيام من إصابته.
يقول محمد ابن الشهيد فايز لـ 'فلسطين أون لاين': 'كان ابي رحمة الله عليه رغم كل ما عاشه، يبتسم، ويقول المهم أننا على قيد الحياة... غدًا سنعود ونبني.'
يضيف محمد: ' القدر لم يمهله ليشهد الراحة والعيش بدون حرب، ففي يوم من أيام وقف إطلاق النار، حين ظن الناس أن الحرب انتهت، أطلق قناص النار عليه، حين ذهب والدي إلى مكان منزلنا لتفقده وإخراج بعض ملابس الشتاء والأغطية'.
تعرض أبو محمد خلال إطلاق النار عليه لإرهاب من قبل جيش الاحتلال حيث منع أحدا من الاقتراب منه واسعافه لحظة إصابته وتركه ينزف لأكثر من خمس ساعات حتى ساءت حالته الصحية ثم سمح لأبناء عمه بسحبه ونقله إلى مجمع ناصر حسب ابنه محمد.
بعد دفن الشهيد عودة عاد أطفاله إلى الخيام لإكمال حياتهم بعد استشهاد والدهم، وتدمير الاحتلال لمنزلهم.
ويواصل الاحتلال 'الإسرائيلي' خرق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل سافر وممنهج، حيث ارتكب أكثر من (125) خرقاً منذ دخول القرار حيز التنفيذ، أسفرت عن استشهاد (94) مدنياً، وإصابة (344) آخرين، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفقًا لآخر بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي.

























































