اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
خرائط الانسحاب الإسرائيلي الوهمي من قطاع غزة فترة وقف إطلاق النار الممتدة 60 يوماً، والتي عرضتها فضائية الجزيرة، ليست خرائط انسحاب مؤقتة، وليست موضوعاً قابل للتفاوض ليتراجع العدو هنا عدة أمتار، أو يتراجع هناك بعض المسافات، هذه الخرائط تعكس الرؤية الإسرائيلية المستقبلية تجاه قطاع غزة، خرائط ترسم حدود مرحلة سياسية بخطوط جغرافية، لها ما بعدها من مخاطر وارتدادات.
ومن المؤكد أن فضائية الجزيرة قد حصلت على هذه الخرائط من المفاوض الفلسطيني، الذي أبت نفسه أن يظل صامتاً، وأن يكون شاهداً على وقتٍ يضيع في أوهام وقف إطلاق النار دون ضغوط دولية وعربية وأمريكية، تلزم العدو الإسرائيلي بالانسحاب من قلب قطاع غزة، لذلك جاء فضح المخططات الإسرائيلية لثلاثة أهداف:
الأول: استحثاث الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف ضاغط على الاحتلال، من خلال الضغط على أمريكا، الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على العدو الإسرائيلي، ليتراجع عن مواصلة العدوان، ويغير من مواقفه.
الثاني: التأكيد على صلابة موقف المفاوض الفلسطيني من هذه الخرائط، وفي ذلك تلويح للوسطاء العرب والأجانب باستعداد المفاوض الفلسطيني للانسحاب من المفاوضات دون التوقيع على مثل هذه الخرائط التي تقر ببقاء الاحتلال.
الثالث: تبرير موقف المفاوض الفلسطيني أمام الشعوب العربية، والشعب الفلسطيني، ولاسيما أهل غزة، بأن ما يطرحه العدو الإسرائيلي لا يرقى إلى تطلعات أكثر الناس مهادنة، ودعوة لوقف أطلاق النار، وإنقاذ أهل غزة من كارثة المجاعة.
المفاوض الفلسطيني في الدوحة لديه خبرة ودراية شاملة بمجريات الأحداث على أرض غزة، ويعرف معطيات الساحة العربية والدولة، وللمفاوض دراية بنفسية وعقلية ومزاج المفاوض الإسرائيلي، لذلك سرب مضمون المقترح الإسرائيلي للبقاء في قلب غزة، كي يوصل رسالته إلى المجتمع الإسرائيلي نفسه، بأن الذي يعيق التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى هي الحكومة الإسرائيلية، وقد أرسلت وفداً مفاوضاً مهمته الاستماع دون تقديم المقترحات ـ كما يقولون ـ وحين قدم مقترح الانسحاب، جاء مغايراً لما كان عليه الوضع عشية الثاني من مارس/ آذار، تاريخ عودة العدو الإسرائيلي إلى حرب الإبادة الجماعية.
صرخة المفاوض الفلسطيني سيكون لها صدى على المستوى المحلي الذي بات يعرف أن العدو الإسرائيلي يتخذ من 2.5 مليون فلسطيني في غزة رهائن، لتحقيق مكاسب سياسية، وسيكون لها صدى على مستوى المقاومة، التي ستكثف من غاراتها وكمائنها ضد العدو، وسيكن للصرخة صدى على مستوى شعوب الأرض، التي أمست تدرك حجم الأطماع الإسرائيلية، ومخططاتها العدوانية الهادفة إلى ترحيل سكان قطاع غزة، بعد حشرهم في خرائب رفح، وتعذيب أطفالهم بالتجويع والنزوح والترويع.
صرخة المفاوض الفلسطيني سيكون لها أصداء داخل أروقة البيت الأبيض الأمريكي نفسه، الذي صار ألعوبة في يد رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو، وهذا الذي قد يشجع بعض المسؤولين، والباحثين عن المصالح الأمريكية ليكون لهم موقف مغاير لموقف الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة الكيان.