اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نظيراتها الدولية والأممية إلى التدخل العاجل لإنقاذ سكان قطاع غزة، الذين يواجهون حرب إبادة إسرائيلية متواصلة منذ 20 شهرًا، في ظل تفاقم أزمة الجوع والعطش، وتراجع الاهتمام العالمي بسبب انشغال الرأي العام بالحرب بين إيران و(إسرائيل).
وقال مدير الشبكة، أمجد الشوا، لصحيفة 'فلسطين': إن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة حرجة على كل المستويات: الغذائية، الصحية، البيئية، والمائية.
وأشار إلى الانتشار الخطير للجوع وسوء التغذية بين عشرات آلاف الأطفال، وتدهور صحة النساء الحوامل وكبار السن والمرضى، بفعل الحصار المشدد وإغلاق كافة المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية والسلع الأساسية لأكثر من 2.3 مليون إنسان.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال جميع معابر القطاع، ولم تسمح بإدخال مساعدات غذائية محدودة إلا بعد مرور 80 يومًا، دون ضمانات بوصولها للمنظمات الإغاثية داخل غزة.
وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من خطر المجاعة وانتشار الجوع، في ظل ارتفاع عدد المدنيين الذين يحاولون الوصول للمساعدات قرب مواقع عسكرية إسرائيلية، ما يعرضهم للاستهداف.
وأشارت 'أوتشا' إلى أن نحو 55 ألف امرأة حامل في غزة يواجهن مخاطر صحية كبيرة، تشمل الإجهاض، وولادة أجنة ميتة، ونقص الوزن الحاد لدى الرضع.
الوقود شريان الحياة يتوقف
وحول أزمة الوقود، حذّر الشوا من خطورة توقف إمداد المستشفيات، والمراكز الصحية، وبلديات القطاع، مؤكدًا أن نفاد الوقود يعني توقف الحياة، لا سيما في غرف العمليات، وأقسام الولادة، وسيارات الإسعاف، حيث أن 80% من وحدات الرعاية الحرجة باتت مهددة بالتوقف.
ورغم المناشدات الإنسانية، ترفض سلطات الاحتلال السماح بإدخال الوقود، حتى من المخزون الموجود في محافظة رفح الخاضعة لسيطرة الاحتلال، بحسب الشوا.
وأشار إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة، كمرضى السرطان والسكري والضغط والفشل الكلوي، يعانون بشدة نتيجة نقص الأدوية وخروج المستشفيات عن الخدمة، إلى جانب غياب الأغذية المخصصة للمرضى والجرحى.
العطش يطرق الأبواب
وقال الشوا إن القطاع يواجه مرحلة العطش الشديد مع دخول فصل الصيف، ونقص الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه وآبار الاستخدام اليومي، ما يدفع السكان إلى اللجوء لمصادر ملوثة وغير آمنة، ويهدد بانتشار الأوبئة.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت عدد من البلديات توقف ضخ المياه للأحياء السكنية بسبب نفاد الوقود، مما فاقم معاناة السكان.
ووفق منظمة اليونيسف، فإن غزة تقترب من مرحلة 'الموت عطشًا' بعد تعطل نحو 60% من منشآت إنتاج مياه الشرب وخروج غالبية محطات التحلية عن الخدمة.
انكماش المساحة الآمنة.. وتعقّد المشهد الإنساني
ونبّه الشوا إلى أن السكان يُجبرون حاليًا على التكدس في مناطق لا تتجاوز 18% من مساحة غزة، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح وخان يونس ومحيط مدينة غزة وشمالها.
وأكد أن المشهد الإنساني يزداد تعقيدًا وسط تجاهل الاحتلال للنداءات الإنسانية، مشددًا على ضرورة تدخل دولي عاجل لوقف حرب الإبادة، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.