اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
رغم القصف العنيف والحصار الخانق والظروف الإنسانية القاسية، يصرّ آلاف المواطنين في مدينة غزة على البقاء في بيوتهم وأحيائهم، رافضين النزوح نحو الجنوب كما تطالب قوات الاحتلال، هذا الاصرار على مواجهة مخططات التهجير الإسرائيلية يختزل تشبث شعب بأرضه وذاكرته، مهما كان الثمن.
في شوارع غزة القديمة، وبين ركام الأبراج السكنية المدمرة، يواصل السكان حياتهم اليومية بقدر ما يستطيعون. الأسواق الشعبية ما زالت تعج بالحركة، والأطفال يلعبون بين الأزقة الضيقة رغم خطر القصف، فيما تحاول العائلات التكيّف مع غياب الكهرباء والمياه وانقطاع المواد الأساسية.
'نموت في غزة ولا نتركها' حيث قالها المواطن اياد عزام بحزن ومأساة ما يحصل لأبناء منطقته والحي الذي يقطن به
وكما قال بان وسط الدمار المتواصل في مدينة غزة، وبين أصوات الانفجارات التي لا تهدأ، يرفض المواطن عزام النزوح نحو الجنوب، متمسكاً ببيته وأرضه، رغم المخاطر التي تحيط به.
وعند سؤالي له لماذا اخترت البقاء في غزة رغم دعوات الاحتلال للنزوح؟
أجاب عزام بان 'هذه أرضي وبيتي وذكرياتي. الاحتلال يريد أن يقتلعنا كما فعل بأجدادنا عام 1948، لكننا لن نعيد المأساة. البقاء هنا أصعب من الرحيل، لكنه أكرم وأشرف.'
ألا تخاف على نفسك وعلى عائلتك من القصف المستمر؟
افاد عزام: 'الخوف موجود، لكننا تعودنا على العيش في ظل الخطر. لا مكان آمن في غزة، حتى الجنوب يقصفونه. على الأقل هنا نحن باقون في بيوتنا وبين جيراننا.'
كيف تبدو حياتكم اليومية في ظل الظروف القاسية؟
أضاف عزام: 'الحياة شبه معدومة، لا كهرباء ولا ماء ولا مواد غذائية كافية، لكننا نتشارك القليل فيما بيننا. الناس هنا كالجسد الواحد، كل بيت يفتح أبوابه للآخر.'
ما رسالتك للعالم من خلال هذا الصمود؟
وهنا طالب عزام المجمتع الدولي والإنساني وكافة دول العالم العربي والإسلامي أن غزة ليست مجرد جغرافيا، بل حياة وهوية. نحن شعب لن يرحل مهما اشتد الحصار أو تكاثف القصف. قد يسقط البيت على رؤوسنا، لكن لن نسقط من ذاكرتنا ولا من أرضنا.'
كلمات المواطن إياد عزام تختصر حكاية شعب بأكمله؛ شعب يقف عارياً أمام الموت لكنه يرفض أن يخلع ثوب الكرامة. فالصمود في غزة ليس مجرد قرار فردي، بل شهادة حياة على أن هذه الأرض أكبر من الحرب، وأبقى من كل محاولات التهجير.
ورغم أن النزوح بات خياراً مراً للكثيرين، إلا أن من تبقى في غزة يرون في صمودهم مقاومة بحد ذاته. صمود يعكس إرادة الحياة والتمسك بالحق في البقاء على الأرض، مهما بلغت وحشية الحرب.
وفي ذات السياق يقول الحاج أبو محمود، أحد سكان حي الشجاعية:
بان الاحتلال يريد تهجيرنا قسراً كما فعل عام 1948، لكننا لن نكرر المأساة. نموت هنا في بيوتنا أشرف من أن نُهجّر مرة أخرى.
ويؤكد أبو محمود بان الكثير أن قرار البقاء في مدينة غزة ليس سهلاً، لكنه يحمل رسالة واضحة بأن سكانها يرفضون أن يكونوا جزءاً من مخطط التهجير الجماعي. فالنزوح إلى الجنوب يعني المجهول: مخيمات مكتظة، انعدام الأمن، وانهيار مقومات الحياة.
ومن جهة أخرى اكدت المواطنة ايمان العجلة بانها لا تريد النزوح لأي مكان بسبب صعوبة النقل وغلاء اسعار المواصلات وعدم وجود مكان لنا في جنوب القطاع ، فبالتالي الموضوع صعب للغاية ليس سهلاً بالأساس الخروج من المدينة
وكما تؤكد على البقاء في المدينة رغم كل شيء ، وان الجيش الإسرائيلي يحاول إفراغ المدينة من جميع السكان ، وافراغ جميع الأسواق واستهدافهم في كل مكان في مدينة غزة ، يستهدف أيضاً الأبراج السكنية والتجارية في كل المدينة وقصف الخيام المتكرر ، الأمر يزداد صعوبة أكثر ومعاناة أكثر من السابق ونحن في حالة ترهيب وضغط من جيش الاحتلال الإسرائيلي على السكان المدنيين في غزة .
في قلب الركام ورائحة البارود، يرفع أهالي غزة راية الصمود. بقاؤهم في مدينتهم ليس مجرد موقف، بل عهدٌ متجدد بأن هذه الأرض ليست للبيع ولا للتخلي. فهنا، وسط الألم والدمار، يولد الأمل من رحم المعاناة، ويثبت الغزيون للعالم أن إرادتهم أقوى من الحرب، وأن جذورهم أعمق من أن تُقتلع.