تقرير انتقادات شعبيَّة وعربيَّة لاذعة لبيان رئاسة السُّلطة ضدَّ حماس

سادت حالة من الغضب الشعبي والعربي تجاه البيان الصادر عن رئاسة السلطة بقيادة محمود عباس، الذي استهدف حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تواجه مع الأهالي في غزة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأثار البيان استهجان العديد من الناشطين والكتاب والمحللين السياسيين والصحفيين، الذين وجهوا تساؤلات إلى قيادة السلطة وحركة 'فتح' حول طبيعة التصرفات التي وصفتها السلطة بـ'غير المسؤولة'، مطالبين بتوضيح هذه المزاعم للرأي العام الفلسطيني والعربي.

واعتبر النشطاء أن تصريحات رئاسة السلطة تتماهى مع الموقف الإسرائيلي وتخدم أهداف الاحتلال في ضرب المقاومة الفلسطينية، معربين عن استيائهم من استمرار السلطة في إصدار بيانات لا تنسجم مع الواقع الذي يعيشه المواطنون في ظل العدوان المستمر.

الصحفي ضياء الكحلوت قال: على السلطة أن تخبرنا نحن الفلسطينيين بتصرفات حماس 'غير المسؤولة' (على حد زعمها) حتى ندينها معها، مضيفا: 'للمرة المليون تسقط السلطة في الوحل، وهي التي تركتنا في عز الإبادة بمزاعم تافهة مثل الإدانة في البيان'.

 وأكد الكحلوت في منشور عبر حسابه في موقع 'فيسبوك' أن مثل هذه التصريحات التي تطلقها السلطة تضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

أما الناشط اليمني عماد الفريد فقد نشر عبر حسابه في 'فيسبوك': 'العالم كله يدين التصرفات الإسرائيلية وخروقاته وعدوانه الغاشم، إلا السلطة الفلسطينية التي تحمل حماس كامل المسؤولية!'.

وبلغة غاضبة، كتب الناشط حبيب بلقاسم: 'محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، يدين حركة حماس وما سماه تصرفاتها غير المسؤولة.. هذا الموقف جاء بعد سقوط آلاف الشهداء والجرحى بفعل القصف الإسرائيلي، وهكذا يدين الأخ أخاه المغدور به، ولا يدين العدو الغادر! تبت يدا أبي لهب وتب! أين الضمير العربي؟ أين الكرامة؟!'.

من جانبه، نشر الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين عبر حسابه في 'فيسبوك' مقطع فيديو يظهر رد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، على بيان السلطة.

 وأرفق عز الدين الفيديو بتعليق قال فيه: 'هذه التصريحات تنسجم تمامًا مع أفعال السلطة الفلسطينية، وهي بمثابة إعلان صريح لاستعدادها لتنفيذ أوامر وخطط المتطرفين الإسرائيليين بن غفير وسموتريتش بحذافيرها. والسؤال المطروح: لماذا لا يكون هناك رد حاسم من فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني بأكمله تجاه هؤلاء العملاء؟'، وفق تعبيره.

وطالب عز الدين السلطة بتوضيح طبيعة التصرفات التي وصفتها بـ'غير المسؤولة' في بيانها، مشيرًا إلى أن الغرض من هذا البيان ليس سوى محاولة يائسة لإثبات ولائها للاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية.

وفي سياق متصل، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، ردًا على بيان السلطة، في تصريح لقناة 'الجزيرة مباشر': 'من يهن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميت إيلام، ومن لم تحركه عملية الإبادة المستمرة منذ 15 شهرًا بحق شعبه، لا يمكن أن يستمع إليه أحد'.

كذلك، طالب الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي، سعيد زياد، حركة 'فتح' بتقديم توضيحات حول طبيعة التصرفات التي وصفتها رئاسة السلطة بـ'اللامسؤولة'، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات لا تستند إلى أي أساس منطقي أو وطني.

كذلك، غرد محمد عمر من الأردن عبر حسابه في 'إكس' ردًا على بيان رئاسة السلطة قائلاً: 'السلطة تريد تحويل كل الشعب الفلسطيني إلى حراس لمستوطنات الاحتلال، وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثالثة بلا هوية وبلا أرض عند رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تمامًا كما تسعى لتحقيق ذلك في الضفة الغربية المحتلة، وهذه التصريحات لا يمكن لحركة حماس ولا لأي فصيل وطني قبولها بأي حال من الأحوال'.