اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
أكد اللواء ركن طيار متقاعد عبد الله الجفري، الناطق السابق باسم القوات الجوية والدفاع الجوي، أن بلاده حققت تحولات عسكرية واستراتيجية في مواجهة التحالف الأمريكي – الإسرائيلي، مشددًا على أن اليمن انتقل من مربع الدفاع إلى مربع فرض الإرادة الإقليمية والدولية.
وقال الجفري، وهو عضو مجلس الشورى اليمني، في مقابلة خاصة مع صحيفة 'فلسطين': إن 'اليمن استطاع، بفضل كفاءة مقاتليه وحنكة قيادته الثورية والعسكرية، أن يواجه الولايات المتحدة مباشرة، وليس عبر وكلائها كما كانت الحال في السابق'.
وأضاف: 'تمكنت القوات المسلحة اليمنية من استهداف السفن الأمريكية، بما فيها حاملات الطائرات، في البحر الأحمر، وأجبرت أمريكا على التراجع، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ الصراع'.
نتائج ميدانية وضغوط استراتيجية
وأوضح الجفري أن الحصار البحري والجوي المفروض على السفن والملاحة الإسرائيلية والأمريكية حقق نتائج باهرة، حيث 'اضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اللجوء إلى وساطة سلطنة عُمان لوقف التصعيد مع صنعاء'.
وأشار إلى أن الضربات اليمنية أسقطت ثلاث طائرات F-18 وأكثر من سبع طائرات مسيّرة، رغم تنفيذ أكثر من 1700 غارة جوية على اليمن خلال 50 يومًا من العدوان الأمريكي.
وأكد أن الولايات المتحدة قبلت ضمنيًا وقف العدوان مقابل تحييد سفنها، فيما تُرك الكيان الصهيوني يواجه مصيره وحده، وهو ما يُعد إنجازًا تاريخيًا.
ضربات نوعية ونتائج حاسمة
وفيما يتعلق بتأثير الحظر الجوي على كيان الاحتلال، قال الجفري إن 'الكيان الإسرائيلي، الذي يعتمد على أكثر من 18 مطارًا، بات يعاني اقتصاديًا، حيث خسرت شركات الطيران الإسرائيلية ما يُقدّر بـ30 مليون دولار في عام 2024 قبل حتى إعلان الحظر الجوي رسميًا'.
وأضاف: 'مطار بن غوريون يشكّل رمزًا مهمًا لكيان الاحتلال، وبضربه يُعزل الاحتلال عن العالم، ويتكبد خسائر فادحة، ويصاب الكيان بارتباك داخلي، قد ينتج عنه موجات هجرة معاكسة'.
وقال الجفري إن 'المنظومات الدفاعية الغربية المتقدمة لدى الكيان الصهيوني فشلت في التصدي للصواريخ البالستية الفرط صوتية والطائرات المسيّرة اليمنية'.
وفي الرابع من الشهر الحالي، استُهدف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي فرط صوتي، وفشلت أنظمة الدفاع الجوي، ولأول مرة منذ بدء عمليات الإسناد اليمنية، في تعقبه وإسقاطه.
وأوضح الجفري أن 'هذه القدرة العسكرية تؤكد تفوّق اليمن في معركة إلكترونية تجاوزت الحدود الجغرافية، وقلّصت قدرات منظومات دفاعية بمليارات الدولارات إلى العجز'.
وفي رده على قصف الاحتلال مطار صنعاء ومحطات الكهرباء الأسبوع الفائت، شدد الجفري على أن 'الرد اليمني قادم، وسيكون تصعيديًا ومؤلمًا، ولن يتوقف حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة'.
وأضاف: 'قضيتنا ليست مرتبطة بحسابات الربح والخسارة، بل بكرامة الشعب اليمني وأصالته ومبادئ ثورته'.
غزة خط أحمر
وشدد الجفري على أن دعم اليمن لغزة ليس موقفًا ظرفيًا، بل 'هو موقف إيماني، وطني، إنساني، ديني، لا يمكن التراجع عنه'.
وقال: 'الدم الفلسطيني امتزج بالدم اليمني، وغزة بالنسبة لنا خط أحمر مهما كلّف الثمن'.
وأكد الجفري أن اليمن 'باتت اليوم تقود محور المقاومة، وتملأ الفراغ الذي خلّفه تراجع بعض الأنظمة العربية، وتقدّم الدعم السياسي والعسكري بكفاءة ووضوح'.
وأضاف: 'قائد الثورة عبد الملك الحوثي أكد في بداية عملية طوفان الأقصى أن الشعب الفلسطيني ليس وحده، واليوم نرى نتائج هذا الالتزام'.
استهداف مطار اللد (بن غوريون)
وحول دلالة وأهمية استهداف مطار اللد (بن غوريون)، أوضح الجفري أن 'المطارات والموانئ هي المنافذ الأساسية التي تصل الكيان بالعالم، وهي مورد مالي مهم جدًا، ومطار بن غوريون يمثل رمزية هذا الكيان، والشريان الرئيس الذي يصله بالعالم'.
وتابع: 'كل شركات العالم تهبط فيه وتُقلع منه، وإغلاقه يعزل الاحتلال ويحاصره، ويُحدث خسائر فادحة في اقتصاده، وقد يؤدي إلى هجرة معاكسة للخروج من الكيان'.
وأشار إلى إرباك الصاروخ اليمني للكيان الإسرائيلي، بما أحدثه من دمار وأضرار فادحة في مرافق المطار وإصابات بين الإسرائيليين.
وقال الجفري: 'نحن أمام معادلة صعبة جدًا، لأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي تصل هذه الصواريخ إلى العمق الاستراتيجي للكيان، لذلك تأثيرها كبير في إطار الحصار المعلن عليه'.
وشدد على أن 'الضربات ستجبر الكيان على الرضوخ والاستسلام، والخروج من دائرة هذه المعركة بهزيمة نكراء لم تكن في حسبانه، كما كان يظن أن القضية الفلسطينية قد تم طمسها والتآمر عليها. وبالتالي، سيسقط المشروع الذي لطالما تحدّثوا عنه من النيل إلى الفرات'.
وأشار الجفري إلى أن 'ترامب وصل إلى قناعة بأن الكيان الإسرائيلي ورّطه في قضية خاسرة، وأنه لم يستطع الدفاع عن نفسه وفشل فشلًا ذريعًا، خصوصًا بعد حظر القوات اليمنية لملاحة شركات النفط الأمريكية في البحر الأحمر والبحر العربي، وهي أكثر من 15 شركة'.
ونبّه إلى أن 'الولايات المتحدة وكل الإمبراطوريات الغربية تعتمد على مصدر الطاقة العالمي من المنطقة، التي تُصدّر يوميًا أكثر من 12 مليون برميل من النفط الخام، ويمر عبر مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وقناة السويس، وجبل طارق، ثم إلى دول الاستكبار العالمي الجديد'.
نتنياهو في مأزق
وأشار الجفري إلى أن 'المجرم نتنياهو يشعر بأن وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة سيعرضه للمساءلة القانونية والملاحقة والقبض عليه وفق قرار محكمة الجنايات الدولية، وسينال جزاءه العادل على ما ارتكبه بحق أبناء الشعب الفلسطيني'.
ورأى أن 'نتنياهو بات محاصرًا داخليًا وخارجيًا، ويخشى من مساءلته جنائيًا دوليًا بسبب جرائم الحرب في غزة'، مشيرًا إلى أن 'رفضه للمبادرات الأمريكية سببه الخوف من الاعتقال إذا توقف العدوان، وهو يحاول البقاء في منصبه لحماية نفسه، لكن خياراته تتقلص يومًا بعد يوم'.
وختم الجفري حديثه بالقول: 'اليمن تمتلك اليوم أدوات الردع الحديثة، وتصل صواريخها إلى عمق الكيان الإسرائيلي على مسافة 2200 كم'.
وأضاف: 'نحن أمام تغيير استراتيجي يعيد صياغة التوازنات في المنطقة، ويضع اليمن في موقع محوري في المعادلة الإقليمية والدولية'.