اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
كشف فيلم وثائقي جديد من إنتاج معهد 'عكيفوت' أن حكومة الاحتلال برئاسة ليفي أشكول وضعت، عقب احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب يونيو/حزيران 1967، خططًا سرية لتهجير الفلسطينيين بشكل واسع، تحت مسمى 'تشجيع الهجرة'.
ويؤكد المؤرخ الإسرائيلي عومري شيفر رافيف أن إسرائيل هجّرت نحو 200 ألف فلسطيني من الضفة الغربية – أي ربع سكانها آنذاك – عبر طردهم من مدنهم وقراهم وإغلاق طرق العودة، فيما بقي قطاع غزة محاصرًا وخاضعًا لخطط مختلفة.
وبحسب الوثائق، كانت ترى حكومة الاحتلال أن ضم غزة يمثل 'عبئًا ديمغرافيًا' خطيرًا، خاصة أن نصف سكانه من لاجئي 1948 المقيمين في مخيمات مكتظة.
وأوضح رافيف أن 'إسرائيل' اعتمدت على الإفقار والبطالة كأداة أساسية لدفع الفلسطينيين إلى المغادرة، حيث بلغت نسبة البطالة في غزة 50% قبل الحرب.
وأشارت وثائق إسرائيلية إلى خطة لتشغيل الغزيين في مشاريع بالضفة والأغوار، لتسهيل انتقالهم شرقًا إلى الأردن، ومن ثم نحو دول الخليج.
كما أسس أشكول وحدة سرية برئاسة عيدا سيريني – التي كانت قد ساعدت سابقًا في تهريب لاجئين يهود إلى فلسطين – لتتولى إدارة عمليات التهجير، مستخدمة أساليب سرية مثل الرشاوى وتسهيل السفر.
إحدى الخطط كانت تقضي بتهجير 60 ألف فلسطيني من غزة إلى باراغواي، لكن لم يوافق سوى 30 شخصًا، بينهم اثنان هاجما موظفة في السفارة الإسرائيلية بسبب عدم التزام إسرائيل بوعودها المالية.
وفي أغسطس/آب 1968 أوقفت الحكومة الأردنية استقبال الغزيين بعد تزايد انضمامهم لحركة فتح، وهو ما دفع إسرائيل للتركيز على فئة الشباب والمتعلمين وإرسال بعضهم للدراسة في مصر ودول أخرى.
بحسب الوثائقي، لم تنجح إسرائيل في تهجير سكان غزة بعد 1967، لكن محاولاتها لم تتوقف. فقد ظل قادة إسرائيليون – ومن بينهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو – يطرحون علنًا فكرة 'ترحيل الغزيين'، إلا أن أي دولة في العالم لم توافق على استقبالهم حتى الآن.
ويؤكد المؤرخ رافيف أن جوهر هذه السياسات يعكس معضلة الصهيونية بين الطموح للسيطرة على الأرض والخشية من الأغلبية السكانية الفلسطينية، وهو ما يجعل 'الهجرة القسرية أو الطوعية' أحد محاور التفكير الإسرائيلي منذ عقود وحتى اللحظة الراهنة.

























































