في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة

يشارك الأردن دول العالم ومنظماته الأممية اليوم الجمعة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يتم إحياؤه هذا العام تحت شعار (صحافة من أجل الكوكب: الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية ) ، حيث اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الثالث من مايو يومًا عالميًا لحرية الصحافة، وأعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٩٣ عقب توصية من الدورة الـ٢٦ للمؤتمر العام لـ(يونسكو) عام ١٩٩١ ، وانه وبعد مرور أكثر من ٣٠ عامًا على ذلك الإعلان ، يظل الارتباط التاريخي بين حرية طلب المعلومات ونقلها وحرية تلقيها من المتلقي الهدف الرئيسي للصحافة.

وفي هذه المناسبة دعونا نقول : أن حرية الصحافة هي بمنزلة العجلة الأساسية التي يقوم عليها النظام الديمقراطي في دول العالم وتؤدي دورًا حيويًا في النهوض بكرامة الإنسان وتعزيز التقدم الاجتماعي وتحقيق التنمية الشاملة ، كما ودعونا نؤكد ضرورة الالتزام بحرية الصحافة واحترامها باعتبار ذلك فرصة لاسترجاع المبادئ الأساسية لحرية الصحافة وتقييمها والدفاع عن وسائل الإعلام من الهجمات التي تستهدف استقلاليتها، مستذكرًين الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجبهم ولا سيما في المناطق الساخنة حول العالم وتحديدًا في قطاع غزة الذي يفتقد الفلسطينيون فيه الى ١٤٠ صحفيا فلسطينيا راحوا ضحية الحرب العدوانية المستمرة منذ أكثر من مئتي يوم ، ورغم ذلك يواصل الصحفيون الفلسطينيون عملهم في نقل الأحداث رغم المخاطر وصعوبات النزوح في الخيام مع عائلاتهم التي أصبحت ايضا مهددة بالخطر.

اما نحن في الاردن ، فاننا نفخر بريادتنا في مجال حرية الصحافة على مستوى المنطقة العربية على مدار العقود الماضية ، تلك الحرية التي كفلها الدستور وأثمرت صحافة فريدة ومتميزة ورأيًا عامًا مستنيرًا ، واننا اليوم وفي هذه المناسبة، نعتز بما حقناه من مستويات متقدمة على صعيد ترسيخ قيم حرية الرأي والتعبير، وذلك ضمن نهج ديمقراطي شامل نسير عليه ، وبما مكن الصحافة الاردنية من القيام بأدوار وطنية متميزة ساهمت في إبراز المنجزات الحضارية للمملكة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والبيئية والاجتماعية، من خلال تداول المعلومات والبيانات والأفكار بكل موضوعية وشفافية، كما ولا يسعنا في هذه المناسبة الا ان نثمن روح المبادرة والمسؤولية العالية لدى الجسم الصحافي والإعلامي الأردني إزاء التحولات الحضاريه والاقتصادية الذي سنشهدها المملكة، والعمل الدؤوب على تعزيز قيم ومبادئ وحدة الكلمة واللحمة الوطنية، ونشر ثقافة التعايش والتآخي، ونشر روح السلام والتآلف بين أفراد المجتمع الواحد ، وتبني الدور الإيجابي الهادف لإشاعة السلام والمحبة في اردن السلام والمحبة .

أننا ونحن نحتفل اليوم بهذه المناسبة لا بد من التذكير بان الصحافة الأردنية قوية منذ تأسيسها ، وكانت في الخط الأول من المواجهة سواء في القضايا المحلية أو القومية الكبرى أو العالمية وعلى راسها القضية الفلسطينية، وحقوق الاهل في فلسطين وغزة ، كما وتميزت الصحافة الاردنية باحترافيتها ومهنيتها العالية وموضوعيتها وتبنيها لقضايا الوطن والمواطن ، فهي تمتاز بالوعي الذاتي الذي يجنبها المساءلة في القضايا التي يمنعها القانون أو تتعارض مع مبادئ الدستور ، وهي أحد مظاهر الديمقراطية وجزء أساسي من حيوية وفاعلية الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية ، فما يتمتع به الاردن وشعبه من هوامش واسعة في حرية التعبير ياتي ليبقي على تلك الحريات ومعمقًا لحدودها وجذورها بنصوص ثابتة لا تقبل الجدال.

وأخيرا فاننا متمسكون بنعمة الحرية التي نتمتع بها ، ومطالبون اليوم بالحفاظ عليها، مستدركًين بأن تلك الحرية، مهما اتسعت، فالبد أن تكون مسؤولة ومقننة عبر التزامها بسياج منيع يحول دون المساس بمصلحة الوطن ويتجنب أي انتهاك لكرامات الأفراد وحرياتهم الشخصية ، امام أي سبق صحفي، مهما كانت المغريات والمكاسب.

بقي ان اقول اننا وبهذه المناسبة فاننا نقدم عظيم الامتنان والتقدير لصحافتنا الوطنية، التي تؤدي رسالتها النبيلة في خدمة الوطن بكل كفاءة واقتدار، وعلى التزامها الراسخ بشرف المهنة الصحفية، وتمسكها بأمانة الكلمة والموضوعية، في إطار من المسؤولية التي تدعم جهود الوطن في مسار التنمية وتحافظ على مكتسباته ، ونتوجه بالتحية إلى جميع الصحفيين الاردنيين والفلسطينيبن والعرب والعالم وإلى كافة العاملين في وسائل الإعلام المختلفة لاسيما الذين يعملون في غزّة ويكشفون جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الصحافة العالمية.

فاليكم جميعا الف تحية