اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كان الشاب خالد الدعاليس (36 عامًا) يقف تحت إحدى العمارات في شارع النصر غرب مدينة غزة، ينتظر صديقه حسب الموعد المتفق عليه بينهما، لكن صاروخًا أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية ألغى الموعد، ومزّق أجساد سبعة أشخاص كانوا في المكان ذاته، فيما أصبح خالد خارج الوعي بعد إصابته بشظايا في أماكن مختلفة من جسده.
نُقل خالد إلى المستشفى في حالة صحية حرجة، وخضع فورًا لعدة عمليات جراحية عاجلة. ومنذ العشرين من أغسطس الماضي، تحوّلت حياته إلى صراع يومي مع الألم والعجز.
يُعد خالد أحد لاعبي كرة القدم المعروفين في غزة، وكان يتميز باللعب في مركز خط الوسط، ومثّل عدة أندية من بينها: الأهلي الفلسطيني، وغزة الرياضي، وأهلي واتحاد بيت حانون، وبيت لاهيا، إضافةً إلى منتخب الجامعة الإسلامية الذي مثّله في البطولة العربية للجامعات التي أُقيمت في جمهورية مصر العربية عام 2012.
فقد خالد قدرته على المشي واللعب بعد أن أصيب بقطع في وتر القدم والعصب، ولم يعد قادرًا على تحريك يده اليسرى، وبات يحتاج إلى كرسي متحرك للتنقل من مكان إلى آخر.
داخل مستشفى الشفاء، الذي يفتقر لأبسط المقومات، مكث خالد نحو 25 يومًا دون توفير احتياجات المريض الأساسية، واضطر لتلقي أكثر من 12 وحدة دم للخروج من حالة الخطر التي كان فيها.
خسر خالد أكثر من 17 كيلوغرامًا من وزنه في ظل المجاعة التي يعاني منها سكان قطاع غزة، وما زال الألم يرافقه، لكنه يتمسك بمعنويات عالية، مؤمنًا بأن ما أصابه ابتلاءٌ يستوجب الصبر عليه.
يقول خالد لصحيفة 'فلسطين': 'كان حلمي أن أواصل لعب كرة القدم، لكن بعد الإصابة تبدّد الحلم، وأصبح همّي الآن أن أعود للمشي على قدميّ دون مساعدة من أحد'.
وأضاف: 'أنتظر بفارغ الصبر فتح معبر رفح لأتمكن من السفر واستكمال علاجي، فوضعي لا يحتمل التأخير في العلاج. ومن هنا أطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بمساعدتي على السفر والوقوف إلى جانبي'.
وأكد خالد أنه لن يستسلم للإصابة، وسيعود إلى المجال الرياضي، لكن هذه المرة من خلال العمل الإداري أو أي مجال آخر يناسب قدراته، لأن 'شعب غزة لا يعرف المستحيل'.
قصة خالد واحدة من مئات المآسي التي عصفت بالرياضيين في قطاع غزة، الذين لا يتلقون أدنى اهتمام من المؤسسات العربية والدولية، التي غابت عن دورها طيلة فترة الحرب.

























































