اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة سوا الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٣ نيسان ٢٠٢٥
بين الدمار والحصار ، تبرز معاناة سكان قطاع غزة في الحصول على المياه كإحدى أقسى صور الأزمة الإنسانية ، فالحصول على دلو ماء بات رحلة يومية شاقة ، تكشف حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل شح الموارد وتدمير البنية التحتية.
إلى جانبِ ذلك ، تعاني غالبية المناطق في غزة من انقطاع شبه تام في إمدادات المياه ، بعد أن تعرضت شبكات المياه والصرف الصحي لأضرار جسيمة نتيجة العدوان المتكرر ، وفي ظل هذا الواقع ، يلجأ الأهالي إلى تعبئة المياه من صهاريج متنقلة أو مراكز توزيع محدودة ، وغالبًا ما تكون المياه غير صالحة تمامًا للشرب .
وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن 97% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك البشري ، نتيجة التلوث بمياه الصرف الصحي وارتفاع نسب الملوحة .
تقول أم رامي، وهي أم لسبعة أطفال : ' نحمل قِربات المياه من مسافة بعيدة كل يوم … أحيانًا لا نجد ما يكفي للشرب ، فنتقاسم القليل بيننا ، ونؤجل الاستحمام وغسل الملابس لأيام .'
إلى جانبِ ذلك ، تتحول عملية نقل المياه إلى عبء يومي ثقيل ، لا سيما على النساء والأطفال الذين يتحملون الجزء الأكبر من هذه المهمة ، الأطفال ، الذين يُفترض أن يكونوا في المدارس ، يقضون ساعات طويلة في انتظار دورهم لملء عبوات المياه ، ما يؤثر على تعليمهم وصحتهم .
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن كمية المياه النظيفة المتاحة للفرد في غزة لا تتجاوز 10 لترات يوميًا ، في حين أن الحد الأدنى الموصى به دوليًا هو 50 لتراً للفرد .
وأكد مختصون على أن غالبية المياه المتوفرة غير آمنة للاستخدام البشري ، ما يعرّض السكان لأمراض معوية وجلدية ، وقد رُصدت زيادة في حالات الإسهال ، والتهابات الكلى ، والأمراض المرتبطة بسوء النظافة ، خصوصًا في المخيمات المكتظة .
من جهةٍ أخرى دعت منظمات دولية إلى ضرورة تأمين مياه نظيفة وآمنة لسكان غزة بشكل عاجل ، و فتح المجال لإدخال المعدات اللازمة لإصلاح شبكات المياه ومحطات التحلية ، لكن حتى الآن ، تبقى هذه المطالبات دون استجابة فعلية .
صرخة من قلب العطش
'نحن لا نطلب رفاهية… نريد فقط ماءً نظيفًا نحيا به'، بهذه الكلمات تختصر سيدة نازحة معاناتها ، ففي غزة ، لا تُقاس الكرامة بالكهرباء أو الإنترنت، بل بقدرة الإنسان على شرب ماء نظيف .