اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
كشفت صحيفة عبرية، السبت، مراحل العملية العسكرية “عربات جدعون” التي أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة، أن مرحلتها الأولى بدأت بشن ضربات واسعة في قطاع غزة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن العملية العسكرية “جدعون ساعر” تمر بثلاث مراحل، الأولى منها بدأت فعليا، من خلال توسيع الحرب في غزة وتم تنفيذها.
وأضافت الصحيفة العبرية على موقعها الإلكتروني، أن “المرحلة الثانية في طور التحضير من خلال عمليات جوية بالتزامن مع عمليات برية، فضلا عن العمل على نقل معظم السكان المدنيين في قطاع غزة إلى الملاجئ الآمنة في منطقة رفح”، وذلك بحسب الصحيفة نفسها.
فيما ستعمل المرحلة الثالثة من العملية العسكرية “عربات جدعون”، وفق الصحيفة، على “دخول قوات عسكرية برا لاحتلال أجزاء واسعة من غزة، بشكل تدريجي، والإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي “يعتزم السيطرة التدريجية على قطاع غزة وتستمر لعدة أشهر، بهدف القضاء على حركة حماس، والعمل على هدم الأنفاق بشكل كامل” على حد قولها.
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي، “توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة “عربات جدعون”.
وقال الجيش، في بيان: “خلال اليوم الأخير (الجمعة) بدأ الجيش شن ضربات واسعة، ونقل قوات للاستيلاء على مناطق داخل قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية حملة عربات جدعون”.
وأضاف: “كما تم توسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كافة أهداف الحرب، بما فيها تحرير المختطفين وهزيمة حماس”، على حد تعبيره.
وتهدف عملية “عربات جدعون” إلى احتلال كامل غزة، وفق ما أفادت به هيئة البث العبرية الرسمية في 5 مايو/ أيار الجاري.
ومطلع مايو الجاري، أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، خطة عملية “عربات جدعون” حيث شرعت الحكومة الإسرائيلية لاحقا بالإعداد للعملية من خلال استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأحد: “خلال الأيام القليلة الماضية تلقى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إخطارات من قادتهم وطُلب منهم الاستعداد لذلك”.
وتسمى العملية بالعبرية “ميركافوت جدعون” وتعني “عربات جدعون” التي تحمل دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، حيث أطلقت إسرائيل على إحدى عملياتها في “نكبة 1948” اسم “عملية جدعون” والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان الفلسطينية وطرد سكانها.
وإطلاق اسم “عربات جدعون” على عملية توسيع الحرب في غزة، يشير إلى طابع الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع ضمن الخطة الإسرائيلية.
ووفق ما نقلته هيئة البث العبرية آنذاك، فإن هذه العملية التي من المرجح أن تستمر لعدة أشهر، تتضمن “الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع”، حيث “سيبقى” الجيش في أي منطقة “يحتلها”.
ولا تشمل العملية “تنفيذ خطة إنسانية تفرق بين المساعدات وحماس، إلا بعد بدء العمليات الميدانية وإخلاء السكان على نطاق واسع إلى الجنوب”، بحسب الهيئة التي قالت إنه سيتم “تفعيل شركات مدنية وترسيم المنطقة التي سيتم تأمينها من قبل الجيش، بما في ذلك منطقة آمنة في منطقة رفح (جنوب) خلف محور موراج (بين رفح وخان يونس)، حيث سيتم فحص الداخلين من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي لمنع تواجد عناصر حماس”.
وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الخمسة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.
وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينياً، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 شهيد، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومطلع مارس/ آذار انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.