13 إصابة خلال اقتحام مخيم عقبة جبر الاحتلال يفشل في اعتقال شابين مطاردين

أريحا - 'الأيام'، وكالات: أصابت قوات الاحتلال، أمس، بالرصاص الحي 13 مواطنا من مخيم عقبة جبر جنوب غربي أريحا، خلال عملية عسكرية واسعة شنتها في المخيم واستمرت نحو أربع ساعات دمرت خلالها منزلا وبركسا لتربية الدواجن وألحقت أضرارا كبيرة بالممتلكات، وذلك بعد أن فرضت حصارا محكما على المخيم، وفصلته عن مدينة أريحا، وحولته إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت طواقم الإسعاف والصحافيين من دخوله، بزعم أن منفذي عملية إطلاق النار باتجاه مطعم للمستوطنين قرب البحر الميت قبل تسعة أيام يتحصنون داخل المخيم في حين أكدت مصادر إسرائيلية أن الحملة العسكرية فشلت في اعتقال الهدفين الأساسيين لها.

وفي التفاصيل، روى شهود عيان لـ'الأيام'، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بعشرات الآليات العسكرية وجرافات اقتحمت المخيم وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وحاصرت عددا من منازل المواطنين، وباشرت بإطلاق النار نحوها.

وقال أحد الشهود، إن عملية الاقتحام هذه لم تكن مفاجئة بالنسبة لأهالي المخيم الذي تفرض قوات الاحتلال عليه حصارا لليوم التاسع على التوالي يعتبر الأشد من نوعه منذ سنوات، وتخضع الداخلين إليه والخارجين منه لإجراءات تفتيش دقيقة، في وقت اقتحمت فيه تلك القوات المخيم ثلاث مرات على الأقل خلال أيام الحصار المتواصل.

ووفق ناصر العناني مدير مستشفى أريحا الحكومي، فإن 13 إصابة على الأقل أدخلت إلى المستشفى جراء المواجهات العنيفة التي كان المخيم مسرحا لها، من بينها ثلاث إصابات خطيرة، تم تحويل اثنتين منها إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله لخطورة حالتهما، وتحويل إصابة ثالثة إلى مستشفى خاص، كونها إصابة بكسر في الفك.

وقال العناني، إن المستشفى أطلق مع بدء الاقتحام لمخيم عقبة جبر مناشدة للمواطنين من أجل التبرع بالدم للمصابين، وسرعان ما استقبل مئات المتطوعين من أهالي المدينة التي تعاني منذ عدة أيام من الحصار الإسرائيلي وعمليات اقتحام شبه يومية.

ومضى، 'كانت هناك العديد من الإصابات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والذي وصلت رائحته الخانقة حتى المستشفى، كما أن بيتي استقبل أربع قنابل غاز خلال الأيام الماضية'.

وبحسب الصحافي عادل أبو نعمة وهو من مخيم عقبة جبر، فإن هذا الاقتحام لم يكن الأول خلال الأيام الماضية حيث اقتحمت قوات الاحتلال المخيم عدة مرات وسط إطلاق نار كثيف، ولكن الاقتحام الأخير كان الأشرس والأشد، حيث دخل الرصاص وقنابل الغاز حتى غرف نوم الأهالي.

وأشار إلى أن المخيم يخضع للحصار منذ نحو تسعة أيام تعرض خلالها الأهالي لكثير من المضايقات وتفاقم خلالها الوضع الإنساني داخل المخيم الذي منع الاحتلال الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام من الدخول إليه لنقل صورة الأوضاع المأساوية فيه.

وقال مدير نادي الأسير في أريحا عيد براهمة، إن قوات الاحتلال اعتقلت تسعة مواطنين، عقب دهم وتفتيش منازلهم في المخيم، وهم عدنان عبد الفتاح المقيطي، وعدي سعيد، وعوني جميل لافي، ونجلاه محمد وجميل، والشقيقان رمزي ومجدي فوزي المقيطي، ورياض عبد الحافظ المقيطي، والطفل عبد رمزي المقيطي، وبعد نحو أربع ساعات من الاعتداءات على المخيم وأهله، تراجعت قوات وآليات الاحتلال إلى خارجه كما السابق، وواصلت حصاره.

وخلال العملية العسكرية، أطلقت قوات الاحتلال النار وقصفت منزلا بالقذائف بذريعة تحصن مقاومين بداخله، وبث ناشطون مقاطع مصورة تظهر انتشار جنود وآليات وجرافات الاحتلال في المخيم ودوي الاشتباكات المسلحة والمواجهات العنيفة.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، إن قوات الاحتلال هدمت أجزاء من منزل بعد أن رفض أحد المطلوبين تسليم نفسه، فيما تعالت النداءات عبر مكبرات الصوت في مساجد المخيم ودعت المواطنين إلى التصدي لقوات الاحتلال.

وأكد الصحافي محمد سمرين، أن قوات الاحتلال احتجزته داخل مركبته وهو في طريقه لتغطية الأحداث في المخيم، واستخدمته كدرع بشري.

وفي تفاصيل أخرى، أكدت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم ونشرت قناصتها على جبل مقابل له، وقناصة آخرين على أسطح المنازل، وحاصرت مداخل حارة المقايطة بالمخيم، ودهمت عدة منازل فيه، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات، وسماع أصوات اشتباكات مسلحة.

وأوضحت تلك المصادر، أن عمليات الهدم طالت بركسا للدواجن يعود للمواطن سامر مقيطي، وثلاثة أسوار لمنازل تعود للمواطنين عادل مقيطي، والشقيقين وائل وياسر مقيطي.

وشددت قوات الاحتلال، إجراءات حصارها المفروض على مدينة أريحا ومخيم عقبة جبر، لليوم التاسع على التوالي، بعد انسحابها من داخل المخيم.

وذكرت مصادر أمنية، أن حواجز قوات الاحتلال تقوم بتقييد حركة مركبات المواطنين، والتدقيق في هويات ركابها، فيما أغلقت جرافة عسكرية تابعة للاحتلال طريقا فرعيا في منطقة 'وادي القلط' غرب أريحا، بالسواتر الترابية.

بيان الاحتلال

وأصدر جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام 'الشاباك' وقوات حرس الحدود، بيانا حول العملية العسكرية في مخيم عقبة جبر جاء فيه، إن 'قوات الجيش و(الشاباك) وحرس الحدود اعتقلت ستة مطلوبين يشتبه في ضلوعهم بأنشطة مسلحة في مخيم عقبة جبر قرب أريحا'.

وجاء في البيان، 'بعد جهود استخبارية لجهاز (الشاباك) جمعت أجهزة الأمن معلومات تفيد باختباء أفراد الخلية في مبنى داخل مخيم عقبة جبر يساندهم أفراد عائلتهم وسكان محليون وهم يخططون من هناك لشن هجمات أخرى، وخلال النشاط العسكري، صباحا، اعتقلت قوات الأمن عددا من النشطاء ومساعدين لأفراد الخلية وتم تحويلهم للتحقيق في (الشاباك)، والتحقيق في ملابسات العملية لا يزال مستمرا'.

وقال إيتاي بلومنتال من قناة 'كان' العبرية، إنه لم يتم اعتقال الاثنين اللذين نفذا العملية عند مفترق ألموغ.

من جهته، قال يوآف زيتون على صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، إن 'عشرات المسلحين الفلسطينيين كانوا ينتظرون قوات الجيش في أريحا، وحتى في أهدأ مدينة بالضفة الغربية، فإن العناصر المسلحة لها سيطرة كبيرة في وقت الأحداث الأمنية'.