اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
أمام مركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة، توكأ الشاب أحمد أهل على عكازه في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، متحاملا على وجعه، ليظل واقفا رغم استمرار تداعيات حرب الإبادة الجماعية.
قدمه المبتورة بسبب القصف الإسرائيلي خلال الحرب أدخلته في متاهة من المعاناة، لكنها لم تكن الفاجعة الوحيدة. يقول بصوت خافت لصحيفة 'فلسطين': 'فقدت أمي وأبويا وأخويا وداري ورجلي وساكن بالإيجار'.
من حوله، كانت أصوات مصابين بالبتر والإعاقة كصرخات إنسانية، رفع أهل خلالها نداءه للعالم: 'صبرنا وصمدنا... بنتمنى من كل العالم يقف معنا وما ينسى ذوي الإعاقة'.
صرخته ليست استثناء، فإلى جواره وقف غسان السوسي، المثقل بإصابته وبالبتر الذي أصاب قدمه اليمنى، خلال حرب الإبادة التي بدأها الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلاً لصحيفة 'فلسطين': 'جرح كبير.. ورايا عيلة.. وبسبب الحرب محرومين من أي حاجة.. العلاج مش ملاقيينه'.
ثم رفع السوسي نظره للحشود والصحفيين: 'رسالة للعالم.. يطلعلنا بعين الرحمة ويطلع لحقوقنا.. احنا مهمشين'.
هكذا بدأت وقفة تضامنية أمس دعا إليها مركز الأطراف الصناعية والشلل – بلدية غزة وشبكة الأجسام الممثلة لذوي الإعاقة، في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، أمام مقر المركز وسط مدينة غزة.
وجاءت الوقفة التضامنية في محاولة لإيصال صوت آلاف الجرحى الجدد الذين فقد كثيرون منهم أطرافهم أو قدراتهم الحركية خلال حرب الإبادة.
ضغط يفوق القدرة
وخلفت حرب الإبادة الجماعية التي شنتها (إسرائيل) على قطاع غزة موجة واسعة من الإصابات البالغة، بحسب بيان صادر عن مركز الأطراف الصناعية والشلل.
وقال رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج الذي تلا البيان: “هناك نحو 6 آلاف حالة بتر وفق بيانات وزارة الصحة، بينها 1700 حالة حديثة خلال الحرب سُجلت لدى مركزنا وتم التعامل معها، إضافة إلى 1600 حالة سابقة”.
وفق البيان، ارتفع عدد إصابات الحبل الشوكي والدماغ إلى 3 آلاف حالة، استقبل المركز منها 1800 حالة تحتاج إلى رعاية وتأهيل مستمر.
وأشار البيان إلى أن هذا التدفق الكبير من المصابين وضع ضغطًا غير مسبوق على المركز، في ظل نقص حاد في المواد الخام اللازمة لتجهيز الأطراف الصناعية والأجهزة المساندة، إضافة إلى الأضرار التي طالت المقر والمعدات.
وطالب المركز، برفع الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر لإدخال المواد الخام والمعدات، وبدعم دولي وإنساني عاجل لاستمرار الخدمات الحيوية.
كما طالب بإسناد الجرحى وتمكينهم من استعادة قدرتهم على الحركة والعيش بكرامة.
ضمان حقوق ذوي الإعاقة
رئيس شبكة الأجسام الممثلة لذوي الإعاقة ظريف الغرة، قال في كلمته: 'نحيي اليوم العالمي للإعاقة المخصص لضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وصون كرامتهم.. هذه الكرامة التي للأسف انتهكت وتمزقت وأصبحت أشلاء متناثرة على الطرقات'.
وأضاف: 'جئنا اليوم لنطلق صرخات استغاثة ولنعلي الصوت الذي لم يسمعه العالم للأسف طوال عامين كاملين ويزيد'.
وأشار إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة قبل 7 أكتوبر 2023 كان يزيد على 130 ألف شخص، وأن الحرب أفرزت 30 ألف شخص جديد من ذوي الإعاقة، ليتجاوز العدد الإجمالي 160 ألف شخص داخل قطاع ضيق محاصر.
وتابع: 'ارتكب الاحتلال ما يزيد على 400 جريمة متكاملة الأركان في قتله 400 شخص من ذوي الإعاقة، إضافة لعشرات الأسرى من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون الظلم والقهر'.
وأكد الغرة أن 'الأشخاص ذوي الإعاقة باتوا يتواجدون في مراكز إيواء لا تصلح للحياة الأدمية.. نؤكد أن الأشخاص ذوي الإعاقة جزء من هذا المجتمع والعالم'.
ويوافق اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الثالث من ديسمبر/كانون الأول سنويا، ويسلط الضوء هذا العام على موضوع 'بناء مجتمعات تُدرِج الأشخاص ذوي الإعاقة وتنهض بمسار التقدّم الاجتماعي'.
ويقدَّر وجود 1.3 مليار شخص ذوي إعاقة حول العالم — أي 16% من سكان العالم.
ولا يمثل اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في غزة مناسبة احتفالية، بل لحظة لإسماع العالم صوت من يمشون اليوم على عكازات، وكراسٍ متحركة، بسبب حرب الإبادة المستمرة.

























































