اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
'لطفية أبو السعود' مسنة فلسطينية ولدت في صرفند العمار عام1932 عاشت مرارة الهجرة الأولى 'النكبة' عام1948وما تبعها من أحداث مروراً ب 'النكسة' وما بعدها، ولا زالت على قيد الحياة تشهد قسوة الظلم الذي عاشته، جراء العدوان الإسرائيلي على غزة منذاكتوبر2023، وكل أمانيها أن تكحل عينيها برؤية مسقط رأسها في صرفند العمار، قبل أن تسقط رأسها في غزة.
الحاجة 'لطفية' كما أهل غزة تعاني مما يعانون، وبحكم إنها ضمن فئة كبار السن، فإن معاناتها تفاقمت أثناء العدوان الذي أثر على مناحي حياة الناس.
المعروف أن كبار السن في الوضع الطبيعي يحتاجون لرعاية خاصة مثل نوعية الطعام وكميته وفق معايير صحية مناسبة، خاصة للمصابين منهم بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والربو وغيرها.
كبار السن في غزة محرومون مما يجب ألا يحرموا منه، ومن أوجه معاناة كبار السن في غزة في ظل العدوان:
1_الاستقرار والراحة النفسية مفقود بحكم كثرة النزوح من مكان لمكان نظراً لأوامر الإخلاء التي يصدرها العدو وهذا يرهقهم، وأصوات القصف والنسف والتدمير تخيفهم، وأزيز الطائرات الصهيونية لا تهدأ ولا تنام، وصوتها يقلق نومهم فلا ينامون إلا قليلاً، وهذا يؤثر على جهازهم العصبي مما يجعلهم دائماً في حالة توثر وقلق، والحاجة لطفية نزحت من رفح مايو2024، وتنقلت لعدة أماكن وهي الآن تعيش في خيمة.
2_ الطعام غير متوفر كما ونوعاً، وما يأكلونه لا يقوم بدوره الصحي المطلوب، خاصة أن كثير منهم بحاجة لطعام معين.
3_ الأدوية والحفاظات غير متوفرة بالحد المناسب بسبب إغلاق المعابر.
4_ عدم توفر الفراش المناسب؛ لأن أغلب كبار السن نزحوا من بيوتهم دون الحصول على فراشهم المخصص لهم، كما انهم يعانون حين قضاء الحاجة.
5_يعيشون قلقاً مستمراً على أولادهم وأحفادهم خشية القتل من العدو الصهيوني، على سبيل المثال، الحاجة لطفية أنجبت عبر مسيرة حياتها عشرة من الذكور والإناث، ولها من الأحفاد74حفيداً، ولأولادها84 حفيداً، أصيب عدد منهم واستشهد خلال مراحل النضال المتواصلة، وفقدت ابنها 'عدنان' في هذا العدوان(مارس2025) وهذا زاد حزنها كثيراً.
أخيراً كلمة تُحزن الفؤاد، ومعروفة للجميع، إن القوانين الدولية التي تحرص على حقوق الإنسان، وخاصة كبار السن وتوليهم عناية خاصة وتحرم المساس بهم في أوقات الحرب، قد تركتهم فريسة ليأكلهم الحقد الصهيوني، فالبيانات الصادرة عن المؤسسات الصحية الفلسطينية والأجنبية تؤكد أن الاحتلال قتل الكثير منهم، رغم إنهم لا يشكلون خطراً عليه، ولم يكونوا يحملون سلاحاً، لكنها شهوة القتل التي غرستها ثقافة العنف الصهيونية في نفوس أبناءها، فاعتبروا أيها المخدوعون بالسلام.