اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
وكالات – مصدر الإخبارية
قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا 'الإسكوا' إن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب ستؤثر على صادرات عربية غير نفطية إلى السوق الأميركية تُقدّر قيمتها بـ22 مليار دولار، وتوقعت أن تكون الأردن والبحرين ومصر ولبنان والمغرب وتونس هي الدول العربية الأكثر تأثراً بالتعريفات.
توقعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا 'الإسكوا'، في موجز سياسات أصدرته اليوم، أن يكون الأردن الأكثر تضرراً من الرسوم الجمركية، إذ تُشكل الولايات المتحدة نحو 25% من إجمالي صادراته العالمية، مما يجعله في موقع هش، وفق الإسكوا.
'الإسكوا' قالت في تقريرها إن بلدان مجلس التعاون الخليجي ستواجه ضغوطاً اقتصادية إضافية نتيجة التراجع الكبير الأخير في أسعار النفط، ما يفاقم التحديات المالية القائمة.
وأشارت اللجنة إلى أن البحرين تواجه تحديات اقتصادية ملحوظة نظراً لاعتمادها الكبير على السوق الأميركية في تصدير الألمنيوم والكيماويات، وهي من بين القطاعات المستهدفة مباشرة بهذه الرسوم. كما رجحت مواجهة الإمارات مخاطر كبيرة تهدد سوق إعادة التصدير لديها إلى الولايات المتحدة، والتي تُقدَّر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار، خاصةً مع خضوع السلع من مصادرها الأصلية لرسوم جمركية مرتفعة.
'الإسكوا' هي واحدة من خمس لجان إقليمية تخضع لولاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. وتأسست في 1973، وتضم في عضويتها 21 دولة عربية. ويتمثل دورها في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا من خلال التعاون والتكامل.
الرسوم الجمركية تكبل التجارة والنمو
توقعات 'الإسكوا' تأتي متسقة مع منظمة التجارة العالمية التي خفضت توقعاتها لحجم تجارة السلع هذا العام بسبب الرسوم الجمركية الأميركية المتصاعدة، لتتوقع تقلص حجم تجارة السلع العالمية بنسبة 0.2% في 2025.
من جهة أخرى، حذرت كريستينا غورغييفا مدير عام صندوق النقد الدولي في كلمتها بمؤتمر، قبل اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي المقررة الأسبوع المقبل في واشنطن، من أن الاقتصاد العالمي سوف يتباطأ بسبب 'إعادة الضبط' بسبب الحرب التجارية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الصندوق بصدد خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في ظل التحديات الناجمة عن الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقالت غورغييفا إن تصاعد الحمائية بسبب سياسة التهديد بفرض الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شأنه أن يؤجج 'عدم اليقين المكلف، وإبطاء النشاط، وتقويض الإنتاجية ويضر بالابتكار' حول العالم. وأكدت أن العالم يواجه 'اختباراً جديداً' بسبب اضطرابات التجارة العالمية.
وفي 2 أبريل من العام الحالي، فرضت إدارة دونالد ترامب الحد الأدنى من الرسوم المتبادلة على غالبية الدول العربية عند 10%، في حين حددت التعريفات عند مستويات أعلى لعدد من البلدان وهي سوريا (41%) والعراق (39%)، وليبيا (31%)، والجزائر (20%)، وتونس (28%)، والأردن (20%). إلا أن الرئيس الأميركي عاد بعد أسبوع تقريباً ليعلّق الرسوم الجمركية المتبادلة على عشرات الدول التي لم ترد بتعريفات انتقامية على الولايات المتحدة، عدا الصين التي رفع عليها التعريفات، لمدة 90 يوماً.
ومن جهة أخرى، قالت الإسكوا في تقريرها إن الدول العربية المتوسطة الدخل، مثل مصر والمغرب والأردن وتونس، ستواجه أعباء مالية إضافية نتيجة ارتفاع عائدات السندات السيادية، ورجحت أن تضطر هذه الدول إلى دفع فوائد إضافية تُقدَّر بنحو 114 مليون دولار في 2025، مما قد يُؤثر بالسلب على الإنفاق الاجتماعي والإنمائي لها.
فرص تجارية للدول العربية
ورغم ذلك، ترى 'الإسكوا' أن ثمة فرصاً نتيجة لتحويل مسارات التجارة لصالح دول مثل مصر والمغرب، نظراً لتعرض منافسين مثل الصين والهند لرسوم أعلى. إلا أن إعلان الولايات المتحدة مؤخراً عن تعليق تطبيق الرسوم لمدة 90 يومًا لمعظم الدول، باستثناء الصين، قد يُخفف من تلك الفرص.
قالت رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للإسكوا: 'تقف المنطقة العربية عند مفترق طرق اقتصادي حاسم. فرغم التحديات الفورية التي تفرضها هذه الرسوم، إلا أنها تتيح فرصة غير مسبوقة لبناء اقتصادات أكثر مرونة وتنوعاً وتكاملاً في مختلف أنحاء العالم العربي'.
أشارت الإسكوا في التقرير إلى أن الصادرات غير النفطية من الدول العربية إلى الولايات المتحدة تضاعفت تقريباً خلال الفترة من 2013 وحتى 2024، إذ ارتفعت من 14 مليار دولار إلى 22 مليار دولار، في مؤشر على تنوع اقتصادي متنامٍ بات الآن مهددًا جراء الإجراءات الحمائية الجديدة.