اخبار فلسطين
موقع كل يوم -جريدة الايام
نشر بتاريخ: ١٣ كانون الثاني ٢٠٢٢
النقب - 'عرب 48': تجددت احتجاجات الأهالي في النقب، مساء أمس، وذلك بعد أن أنهت آليات التجريف الإسرائيلية، في وقت سابق، أمس، عملها في منطقة أراضي عائلة الأطرش قرب قرية سعوة في النقب، بحماية قوات أمنية معززة، وسط أجواء متوترة إثر اعتداءات وحملة اعتقالات طالت نحو 46 شخصاً، خلال اليومين الماضيين.
وأشعل المحتجون الإطارات المطاطية، وحاولوا إغلاق تقاطع طرق رئيسة على مشارف بلدة تل السبع، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وعمليات التجريف التي تستهدف منطقة النقع الواقعة شرق تل السبع.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، اعتقلت الشرطة 11 شاباً، ستة من مدينة رهط، وأربعة من بلدة شقيب السلام، وآخر من بلدة تل السبع، بزعم 'ضلوعهم بإلقاء الحجارة وإضرام النيران بالإطارات المطاطية والإخلال بالنظام العام'.
وسبق أن أعلنت ما تُسمى 'سلطة أراضي إسرائيل' أن أعمال التجريف والتشجير في أراضي أهالي النقب انتهت، كما خططت لها مسبقاً، وأنه لا علاقة لأي ضغوط سياسية بذلك.
ونقل موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' ('واينت') عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، قولهم إن الحديث يدور عن اليوم الأخير للتشجير في المنطقة، وإن غالبية الأعمال نُفذّت.
وأوضح وزير الرفاه الاجتماعي، مئير كوهين، أن أعمال التشجير استكملت كما خُطط لها سلفاً.
ومنعت القوات الأمنية، صباح أمس، الأهالي من دخول أراضيهم المستهدفة بالتحريش، في وقت شرعت فيه الجرافات الإسرائيلية بأعمال التجريف، لليوم الثالث على التوالي.
واندلعت مواجهات إثر محاولة لصد الآليات الإسرائيلية، وأطلقت الشرطة قنابل الصوت ونفذت حملة اعتقالات جديدة خلال قمعها احتجاج الأهالي.
وأصيب عدد من الأشخاص جراء اعتداءات القوات الإسرائيلية. وأسفرت الاعتداءات عن إصابة فتى اصطدم به عناصر الشرطة بآليتهم بينما كان يقود دارجته في المنطقة، فيما أصيب شخصان خلال عملية الاعتقال ونقلا وهما رهن الاعتقال لتلقي العلاج في مستشفى 'سوروكا'.
وأفادت مصادر محلية بأن وحدات شرطية اقتحمت قرية صووين، وشنت حملة اعتقالات استهدفت الأهالي. وأظهرت المقاطع التي وثقها ناشطون، آليات التجريف تتوجه فجراً إلى النقب، بحماية قوات معززة من الشرطة.
وأطلقت المحكمة في بئر السبع سراح عدد من المعتقلين، أمس، ورافع عدد من المحامين العرب عنهم، تطوعاً. كما أصيب عدد من المحتجين إثر اعتداء الشرطة عليهم.
من جانبه، أكد وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، عزم الحكومة الإسرائيلية على مواصلة عمليات التجريف في النقب، وقال في تصريحات للإذاعة العامة الإسرائيلية إن الأراضي في النقب 'هي أراضي دولة إسرائيل'، مشدداً على أنه 'سنواصل تجريفها وزرع الأشجار فيها'.
وأضاف: 'سلطة أراضي إسرائيل لديها كل الدعم السياسي مني ومن الحكومة لمواصلة عملها في النقب'، معتبراً أنها 'تتصرف بطريقة مهنية'، وقال إنه يرجح التوصل إلى تسوية مع رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، مشيراً إلى أنه 'يتفهم ضغط الجمهور العربي على عباس، لكن هذه أراضي دولة، من يعتقد أنها أرضه يمكنه اللجوء إلى القضاء'.
من جانبه، دعا عضو الكنيست الفاشي إيتمار بن غفير، أنصار اليمين الإسرائيلي المتطرف وأعضاء الكنيست عن 'الصهيونية الدينية'، إلى التوجه والتواجد في النقب، والمشاركة في 'زرع الأشجار'، معتبراً أن ذلك يمثل 'أمر الساعة'.
وقال متحدث باسم القائمة العربية الموحدة التي يتزعمها منصور إنها ستقاطع عمليات التصويت في البرلمان. وأضاف إنه إذا استمر ذلك، فقد يحرم بينيت من الأغلبية الضئيلة ويعزز المعارضة اليهودية القومية.
ورداً على سؤال حول إلى أي مدى ترغب القائمة في مواصلة هذا التوجه، ردت النائبة عن القائمة إيمان خطيب ياسين بأنها ستواصل ذلك حتى النهاية.
وأضافت لهيئة البث الإسرائيلي (كان) إن القائمة العربية الموحدة دخلت في هذه الشراكة على أمل العثور على شركاء يفهمون أن المواطنين العرب في البلاد لهم حق أساسي ويستحقون الحقوق الأساسية على أراضيهم، لكنها لم تهدد بانسحاب القائمة من الائتلاف الحاكم.
وحث وزير الخارجية يائير لبيد، على وقف عمليات التجريف. وقال في بيان إنه على الرغم من تعهدات الحكومات المتعاقبة باستثمار عادل في النقب، 'فقد تم التخلي عن مشكلة البدو'.
وقال مُركّز لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، جمعة الزبارقة، إن 'ما تشهده أراضي الأطرش خصوصاً ومنطقة النقب عملية إجرامية من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والإنسان'.
وأكد أن 'الأوضاع في منطقة نقع بئر السبع سيئة للغاية، والاعتقالات (الثلاثاء) طاولت قاصرين ونساء وأطفالاً بعد أن هدمت جرافات السلطات خيمة الاعتصام المقامة على أراضي الأطرش'.
وأشار الزبارقة إلى أن 'الشرطة تتعامل مع المحتجين بعدائية وهمجية وتستفز الشبان وتعتدي عليهم وتستخدم كل الوسائل لقمع المتظاهرين السلميين، وتستعين بالخيول والكلاب في عمليات الاعتقال، وكذلك التراكتورونات وسيارات رش المياه العادمة وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين'.
وناشد مُركّز لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، 'كافة أبناء النقب خصوصاً، والمجتمع العربي بقياداته وناشطيه السياسيين، التوجه إلى قرية الأطرش والوقوف إلى جانب الأهالي ونضالهم المشروع'.
ودعا إلى مشاركة واسعة في التظاهرة الاحتجاجية المقررة يوم غد، الخميس، الساعة 15:00 على مفرق سعوة - الأطرش.