اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
تحولت العديد من مقرات الأندية الرياضية في قطاع غزة إلى ملاذاتٍ آمنة للنازحين، ولا سيما في المحافظة الوسطى التي تُعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان. وكان نادي خدمات النصيرات من أبرز هذه الأندية، إذ فتح أبوابه للعائلات النازحة، ليحوّل جزءًا كبيرًا من مرافقه إلى أماكن سكن، استجابةً للحاجة الماسة لمأوى يؤوي الأسر التي فقدت منازلها في ظل امتلاء الشوارع والأراضي بالنازحين.
ولم يكتفِ النادي بذلك، بل قدّم المساعدات الغذائية والدعم اللوجستي للأسر المتضررة، في مشهدٍ جسّد روح التكافل والمسؤولية الاجتماعية خلال العامين الماضيين.
وقال الدكتور حسام أبو دلال، نائب رئيس نادي خدمات النصيرات، لصحيفة 'فلسطين': 'لم نتردد لحظة في فتح مقر النادي أمام العائلات النازحة، فهذا واجب وطني وإنساني، ويعكس شعار النادي (ثقافي، رياضي، اجتماعي). كان من واجبنا الوقوف إلى جانب شعبنا الذي ضحّى وصمد وتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد'.
وأوضح أبو دلال أن جميع مرافق النادي وموارده وُضعت تحت تصرف العائلات النازحة، وتم تقديم كل ما يمكن من خدمات للتخفيف عنهم في ظل الظروف الصعبة التي عاشوها.
وأشار إلى أن النادي فتح أبوابه بالمجان بعد أن تقطعت السبل بالنازحين، مضيفًا: 'حتى بعد توقف الحرب، لم نطلب من أحد المغادرة، لعلمنا بعدم وجود بدائل لديهم. نتمنى أن تنتهي محنتهم قريبًا ويعودوا إلى بيوتهم سالمين'.
وأضاف أبو دلال أن النادي نفذ عدة مشاريع لخدمة المجتمع المدني بمختلف فئاته، مع الحفاظ على رسالته الرياضية عبر إطلاق أنشطة رياضية متنوعة وإنشاء أكاديمية متخصصة في كرة القدم. كما كشف عن استعداد إدارة النادي لتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع الجديدة تمهيدًا لاستئناف النشاط الرياضي في المرحلة المقبلة.
من جانبه، أعرب الكابتن حازم قفة، أحد النازحين الذين لجؤوا إلى النادي، عن شكره العميق لإدارة خدمات النصيرات قائلاً: 'لن أنسى هذا الموقف النبيل ما حييت. لقد وفروا لنا المأوى في أصعب الظروف، بينما اختارت بعض الأندية تأجير مرافقها للمؤسسات، إلا أن النصيرات فضّل الوقوف إلى جانب الناس، وهو موقف سيسجله التاريخ'.
واختتم قفة حديثه بالقول: 'أطفالي عاشوا لحظاتٍ أفضل من غيرهم بفضل البيئة الآمنة التي وفرها النادي، حيث أُنشئت مدرسة لتعليم مهارات كرة القدم، وفقرات ترفيهية وجلسات للتفريغ النفسي، إضافةً إلى تخصيص مساحة لتعليم الأطفال مع استمرار إغلاق المدارس. لقد خفّف ذلك كثيرًا من معاناتنا، وأتمنى أن تعمّم هذه التجربة في باقي الأندية القادرة على العطاء'.