يونيليفر في موقف صعب بعد توقف بيع المثلجات بمستوطنات الضفة الغربية

يثار الجدل بين عملاق المنتجات الاستهلاكية يونيليفر ومجلس الإدارة المستقل لوحدته التابعة بن آند جيريز بعد قرار اتخذته الأخيرة بوقف بيع البوظة (الآيس كريم) في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في الضفة الغربية.

ويأتي التوتر بعد قرار بن آند جيريز، الاثنين، عقب ضغوط من جماعات مناصرة للفلسطينيين بسبب أنشطتها في إسرائيل والمستوطنات بالضفة الغربية.

ودعت حكومة إسرائيل الشركة البريطانية إلى التراجع عن قرار علامتها التجارية، حيث حذر رئيس الوزراء نفتالي بينيت الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر آلان جوب من 'العواقب الوخيمة' فيما دعا سياسيون آخرون إلى مقاطعة منتجات بن آند جيريز.

وقال مكتب بينيت إنه وصف هذه الخطوة في مكالمة هاتفية مع جوب بأنها 'إجراء صارخ مناهض لإسرائيل'، وقال إن الحكومة ستتحرك 'بقوة لمنع أي إجراء مقاطعة يستهدف المدنيين'.

وفي نفس السياق، قال غلعاد إردان سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة إنه أثار الأمر في خطاب أرسله إلى 35 حاكما لولايات أميركية لديها تشريعات ضد مقاطعة إسرائيل.

وذكر الخطاب الذي نشره السفير عبر تويتر 'يجب اتخاذ إجراء سريع وحاسم لمواجهة مثل تلك التحركات التمييزية والمعادية للسامية' رابطا بين المسألة وإعلان إير بي.إن.بي في 2018 أنها ستستبعد العقارات المتاحة للتأجير في المستوطنات.

وتشتهر بن آند جيريز، التي مقرها ساوث برلنغتون بولاية فيرمونت الأميركية، بالتزامها بالعدالة الاجتماعية، وهو ما شمل مؤخرا دعما قويا لحركة بلاك لايفز ماترز وحقوق أصحاب الميول الجنسية المختلفة وإصلاح تمويل الحملات الانتخابية.

وقالت بن آند جيريز إن بيع منتجاتها في الأراضي الفلسطينية 'يتعارض مع قيمها'.

وفي بيان، قالت يونيليفر إنها 'تقر دائما بحق العلامة التجارية ومجلسها المستقل في اتخاذ قرارات بشأن دورها الاجتماعي'، لكنها رفضت التعليق على رد فعل إسرائيل، بحسب وول ستريت جورنال.

ووصفت شركة يونيليفر، في بيانها، الاثنين، الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأنه 'وضع معقد وحساس للغاية'، وقالت إنها ملتزمة تماما بوجودها في إسرائيل، حسبما نقلت عنها الصحيفة.

وفي المقابل قال أنورادا ميتال رئيس مجلس إدارة بن آند جيريز المستقل، لشبكة إن بي سي، إن يونيليفر أصدرت بيانا بشأن مواصلة البيع في إسرائيل، دون التشاور مع مجلس إدارة بن أند جيريز التي كانت تعتزم إصدار بيان مختلف لا يشر إلى الالتزام بمواصلة العمل هناك. 

وقوبل قرار بن آند جيريز برد سريع من بعض سلاسل البقالة الأصغر العاملة في منطقة مترو نيويورك، والتي تضم عددا كبيرا من السكان اليهود، قائلة إنها إما ستقلل أو تزيل منتجات بن آند جيريز على الأرفف.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الرد على قرار بن آند جيريز، ووصفه بأنه 'تصرفات لشركة خاصة'. 

لكنه كرر معارضة إدارة الرئيس جو بايدن للحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وهي الحركة التي تسعى لعزل إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.

وقال برايس في إفادة صحفية دورية: 'نحن نرفض بشدة حركة المقاطعة التي تستهدف إسرائيل بشكل غير عادل'.

وكانت إسرائيل تحركت لفرض عقوبات على اتخاذ تدابير مضادة للاستيطان بموجب القانون الإسرائيلي، بينما تسعى لتفعيل حماية قانونية مماثلة في بعض الولايات الأميركية.

يذكر أنه في عام 2000 استحوذت يونيليفر على بن آند جيريز في صفقة تسمح لها بالعمل باستقلالية أكبر من الشركات التابعة الأخرى، وهو ما يشمل منح صلاحيات قانونية لمجلس إدارة مستقل لاتخاذ قرارات بشأن دوره الاجتماعي وصورة علامته التجارية وسياساته.