في مقابلة مع "الحرة".. ناصر القدوة يعلق على سبب ترشحه للانتخابات الفلسطينية

تشهد الانتخابات الفلسطينية، زخما كبيرا، واستعدادات واسعة النطاق، رغم ضبابية إجرائها من الأساس. 

لكن مؤسس الملتقى الوطني الديمقراطي ورئيس قائمة الحرية، ناصر القدوة، يرفض الإقرار باحتمالية إرجاء الانتخابات، وقال في مقابلة مع قناة 'الحرة': 'نرى أن من حق الشعب الفلسطيني أن يمارس حقه الديمقراطي، خاصة أن الانتخابات تأجلت لفترة طويلة'. 

ففي حال إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية، في 22 مايو المقبل، فإنها ستكون الأولى منذ 15 عاما، على أن تعقد الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو.

وتسود حالة من الجدل حول إرجاء الانتخابات الفلسطينية بسبب وضع مدينة القدس. 

وقالت لجنة الانتخابات الفلسطينية، السبت، إن الفلسطينيين بعثوا برسالة إلى الجانب الإسرائيلي مؤكدين فيها على إجراء الانتخابات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة 'وفق البروتوكولات المتفق عليها'.

ولطالما أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن الانتخابات لا يمكن إجراؤها إذا لم يشارك في التصويت فلسطينيو القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، وضمتها لاحقا وتحظر أي مظهر سيادي للسلطة فيها.

ولم ترد إسرائيل بعد على الطلب الفلسطيني.

لكن القدوة يقول: 'لا يجوز التلاعب بموعد الانتخابات بهذه الطريقة'. 

وأوضح أن 'القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، نعلم أن إدارة ترامب أعلنت اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن فكرة أن نشاور إسرائيل في عقد الانتخابات أمر خاطئ، يجب أن نذهب إلى الانتخابات وأن نقوم بعمل نضالي محترم، ولإسرائيل أن تقوم بما تريد لمقاومة أو منع هذا، هذا هو الطريق السليم في التعامل مع الأمر'. 

ولا يرى القدوة أن محاولة إرجاء الانتخابات تتعلق بالقدس ووضعها، 'وإنما بنتيجة استطلاعات الرأي'. 

وخلص استطلاع للرأي إلى أن النسبة الأكبر من الفلسطينيين سيصوتون في الانتخابات الرئاسية المقبلة للقيادي المعتقل لدى إسرائيل، مروان البرغوثي، على حساب الرئيس محمود عباس، في حين ستحظى حركة فتح بنسبة أعلى من الأصوات في الانتخابات التشريعية.

وأشارت نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال بالتعاون مع مؤسسة فريديريش إيبرت الألمانية، إلى أن الإقبال على المشاركة في الانتخابات التشريعية سيكون عاليا، إذ أكد عليه 74,2 في المئة مقابل 25,8 قالوا إن مشاركتهم غير محتملة.

وشارك في الاستطلاع الذي أجري في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، ما بين الثالث والثالث عشر من الشهر الجاري، 1200 شخص.

وحصل البرغوثي على 33,5 في المئة من الأصوات المستطلعة مقابل 24,5 في المئة لعباس، الذي لم يؤكد بعد ترشحه للرئاسة.

واختار 10,5 في المئة فقط رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية.

ويقضي البرغوثي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره المزعوم في العديد من الاعتداءات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية (2000 - 2005).

وفي حال إجراء الانتخابات الفلسطينية، سيكون على الناخبين الاختيار من بين نحو 1400 مرشح، موزعين على 36 قائمة انتخابية بينها قائمة لحركة حماس وعدة قوائم لحركة فتح.

وتشهد حركة فتح حالة من التمرد يقودها كل من محمد دحلان والقدوة، المفصولَين من الحركة، وتشوب خلافات علاقتهما مع الرئيس الفلسطيني.

وحول التصويت في الانتخابات التشريعية، منح 25,3 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أصواتهم لقائمة حركة فتح برئاسة العالول، وجاءت غالبية الأصوات من قطاع غزة الذي تديره حركة حماس بواقع 28,7 في المئة و23,1 في الضفة الغربية.

أما قائمة 'الحرية' برئاسة البرغوثي والقدوة، فجاءت في المركز الثاني بنسبة 13 في المئة، في حين قال 8,2 في المئة إنهم سيصوتون لقائمة 'القدس موعدنا' التابعة لحركة حماس

وصرح القدوة بأن ما دعاه هو والبرغوثي إلى خوض الانتخابات هو 'الحالة البائسة الذي تمر بها الساحة الفلسطينية والوضع الصعب والذي يجب أن يتغير، لأنه من غير المعقول أن نستمر هكذا سواء فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو الحالة الداخلية الفلسطينية. كلانا ننتمي إلى فكرة واضحة متجذرة في الوطنية الفلسطينية وتريد إنجاز الاستقلال الوطني لفلسطين'. 

ورغم وجود البرغوثي في سجن إسرائيلي، فإن القدوة أكد أنه 'إذا ترشح البرغوثي للرئاسة، وفهمي أنه سوف يقوم بذلك بالفعل، سوف ندعمه وسوف نتقدم بترشيحه إذا لزم الأمر، ونحن ملتزمون بذلك'. 

ورفض القدوة في مقابلته مع 'الحرة' ما تم من إجراء داخل حركة فتح بفصله، 'أنا لا أقر بما جرى، هو مخالف للنظام الداخلي والتاريخ والمنطق ولا يراعي تقاليد الحركة الراسخة، وفتحاويتي ليست محل شك'. 

وأشار إلى أن نتائج الاستطلاع كان من الممكن أن تكون مختلفة، وأن الأرقام تمثل الحد الدنى لما يمكن أن تحصل عليه قائمة الحرية، عازيا ذلك إلى ما اعتبره من 'حملة التخويف والتهديد وقطع الرواتب واتخاذ إجراءات مضادة'. 

وقال: 'إن كل ذلك تسبب في الكثير من المخاوف لدى الناخب الفلسطيني، لذا ليس من المتوقع أن يبوح الناخب بنيته التصويت لقائمة الحرية، لذا علينا أن نأخذ هذه النتائج وأعتقد أنها هي الحد الأدنى'، معتبرا أن حظوظ قائمتهم هي الأكبر. 

وحول تعامل قائمة 'الحرية' إذا حصلت على الأغلبية مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قال القدوة: 'نحن طرحنا برنامجا تفصيليا به 25 عنوانا يتعامل مع كل الأمور بما فيها الصراع والوضع الداخلي، وحددنا تعريفا للدولة بأنها دولة قائمة وإن كانت تحت الاحتلال'. 

وأضاف 'نحن لا نتفاوض مع إسرائيل حول مبدأ الدولة الفلسطينية التي لا تعطي الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته، وبالتالي هدفنا هو الاستقلال الوطني وإنجاز الحرية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس.

وفيما يتعلق برؤية قائمته حول التسوية السياسية مع إسرائيل، قال القدوة إن 'الطريقة الماضية لا يمكن أن تستمر، لأنها تعتبر غطاء لكل الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وغير المشروعة، وبالتالي إما أن نمضي إلى حل تفاوضي، يقوم على أساس الاعتراف المتبادل بالدولتين واستعداد واضح لدى الجانبين بإنجاز الهدف النهائي خلال فترة زمنية محددة، أو سنمضي باتجاه محاولة إنجاز حقوقنا الوطنية دون تسوية تفاوضية'.