استشهاد فتى برصاص الاحتلال في نابلس والمستوطنون يشنون حملة تخريب واسعة

محافظات – 'الأيام': استشهد الفتى غيث رفيق يامين (16 عاماً)، وأصيب العشرات بجروح وحالات اختناق؛ خلال مواجهات واشتباكات مسلحة شهدتها مدينة نابلس، أثناء تصدي المواطنين لاقتحام استيطاني لمقام يوسف، وذلك في ظل هجمة استيطانية واسعة شنها مستوطنون بحماية قوات الاحتلال على مناطق متفرقة من المحافظة، أحرقوا خلالها مركبة، وحطموا زجاج مسجد ومنازل ومركبات، وجرفوا أراضي زراعية، جاء ذلك في وقت أصيب فيه مواطنون بالرصاص وبحالات اختناق خلال مواجهات أعقبت تصدي المواطنين لعمليات اقتحام في حوارة جنوب نابلس وبلدتي فقوعة والدوحة بمحافظتَي جنين وبيت لحم، تزامن ذلك مع إقدام بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة على هدم شقتين سكنيتين وتشريد عائلتين تضمان 13 فرداً.

اقتحام نابلس

ففي مدينة نابلس ، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة الشرقية ليل أمس، وأغلقت العديد من شوارعها، قبل أن تقتحم المنطقة حافلات تقل عشرات المستوطنين بزعم أداء طقوس دينية في مقام يوسف.

ودارت مواجهات عنيفة في محيط المقام خلال تصدي المواطنين لعملية الاقتحام الاستفزازية، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز بكثافة، وتعمدت خلالها استهداف المنازل ومركبات الإسعاف.

وتخللت اشتباكات مسلحة عنيفة المواجهات، استهدف خلالها مقاومون القوة المقتحمة بالرصاص في أكثر من موقع، حيث تواصلت المواجهات حتى ساعات الفجر الأولى، وأسفرت عن استشهاد الفتى يامين، وإصابة العشرات بجروح وحالات اختناق.

بينما أكد شهود عيان أن أحد قناصة الاحتلال استهدف يامين بالرصاص في الرأس، أثناء وقوفه على أسطح أحد المباني دون أن يشكل أي خطر عليهم، مشيرين إلى أن الرصاصة اخترقت جبهته وخرجت من الخلف.

بينما أفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها قدمت الإسعافات إلى 19 مواطناً أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف، و67 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، ومواطن بحروق جراء إصابته بقنبلة غاز وآخر تعرض للسقوط، خلال المواجهات في مدينة نابلس.

وأكدت أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف مركباتها بقنابل غاز بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابة طاقم مركبة إسعاف، وحالة ولادة كان الطاقم ينقلها إلى مستشفى رفيديا، بحالات اختناق صعبة.

وداع مؤثر للشهيد

وفي وقت لاحق، شيّعت جماهير غفيرة الطفل الشهيد يامين إلى مثواه الأخير.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي، إلى وسط مدينة نابلس، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه في ميدان الشهداء، قبل أن ينقل إلى منزل عائلته بمنطقة رأس العين، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ويوارى الثرى في المقبرة الغربية.

وشهد التشييع مشاهد مؤثرة، حين اصطف طلبة الصف العاشر بمدرسة عبد الحميد السائح بمدينة نابلس على مقاعد حديدية أمام ثلاجة الموتى بمستشفى رفيديا الحكومي، في انتظار خروج جثمان زميلهم يامين الذي كان من المفترض أن يتقدم معهم، أمس، لامتحان بمادة اللغة الإنجليزية، بينما كانت والدة الشهيد توصيهم بزيارة قبره دوماً.

اعتداءات المستوطنين

في الإطار، شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية هجمة شرسة للمستوطنين في مناطق عدة بمحافظة نابلس.

فقد أصيب، مساء أمس، أصيب شاب برصاص الاحتلال، خلال المواجهات في بلدة حوارة جنوب نابلس.

وقال مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، أحمد جبريل: إن شاباً أصيب برصاص الاحتلال في منطقة الساق، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

وكان شاب آخر أصيب، بعد ظهر أمس، بشظايا رصاص الاحتلال الإسرائيلي، و52 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال ذات المواجهات.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر أنه تم إسعاف عائلة كاملة مكونة من تسعة أفراد جراء إصابتهم بالاختناق بالغاز.

ووقعت المواجهات في أعقاب التصدي لاقتحام المستوطنين للبلدة وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية، إذ حطم شبان مركبات المستوطنين وسط إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين.

وفي بلدة عوريف، جنوب نابلس، حطم مستوطنون، فجر أمس، نوافذ مسجد وزجاج جرافة.

وقالت مصادر محلية: إن مستوطنين هاجموا بلدة عوريف وحطموا نوافذ مسجد الرباط، ونوافذ جرافة تعود للمواطن عصام الصفدي، وهاجموا المنازل المجاورة في المنطقة الشرقية من البلدة، كما أحرقوا مركبة قرب حاجز زعترة العسكري.

وفي بلدتَي قصرة ودوما، جنوب نابلس، واصلت جرافات الاحتلال والمستوطنين تجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين.

وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة: إن جرافات الاحتلال واصلت أعمال التجريف المستمرة منذ أسابيع في أراضي قصرة ودوما، بهدف توسيع البؤرة الاستيطانية 'يش كودش'، لافتاً إلى أن 'أعمال التجريف واسعة وتمتد على مساحات شاسعة، ولا يمكن تقدير مساحتها حتى اللحظة'.

وفي بلدة اللبّن الشرقية، جنوب نابلس، هاجم مستوطنون منزلاً في أطراف البلدة.

وقالت مصادر محلية: إن مجموعة من المستوطنين هاجمت منزل المواطن خالد دراغمة في منطقة خان اللبّن الشرقية، واعتدت على صاحبه، وخلعت الأبواب والنوافذ.

وفي محافظة جنين، أصيب العشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية فقوعة.

وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اقتحمت فقوعة، فجر أمس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أطلق خلالها الجنود الأعيرة المعدنية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، تجاه الشبان والمنازل، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، كما نتج عن ذلك اشتعال النيران في الأراضي الزراعية المحاذية لجدار الفصل العنصري.

وفي محافظة بيت لحم، أصيب مواطنون بحالات اختناق، إثر مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة الدوحة.

هدم جنوب القدس

وعلى صعيد عمليات الهدم المتواصلة، أقدمت قوات الاحتلال على هدم منزل مكون من طابقين في بلدة بيت صفافا جنوب القدس المحتلة.

وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال برفقة عناصر شرطية اقتحمت بيت صفافا، وحاصرت منزل عائلة المقدسي محمد جودة وشريكه يزيد طينة، وشرعت بهدمه.