اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
الكاتب:
لارا أحمد
مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ مطلع هذا الأسبوع، بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين بالعودة تدريجيًا إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة، على أمل استعادة ما تبقى من حياتهم الطبيعية. غير أن المشهد الذي واجههم كان صادمًا إلى حدّ يفوق التصور، منازل مدمرة بالكامل، شوارع تحولت إلى أنقاض، وبنية تحتية شبه معدومة. لم يجد كثيرون منهم سوى الركام والغبار في الأماكن التي كانت يومًا تعجّ بالحياة.
عائلات كثيرة عبّرت عن شعورها بالانهيار النفسي عندما اكتشفت أن بيوتها التي بنتها بسنوات من الجهد والعمل قد اختفت من الوجود. وقف بعضهم مذهولًا أمام أطلال منازلهم، غير قادرين على استيعاب حجم الكارثة، فيما ردد آخرون كلمات تحمل ألمًا عميقًا: 'لأجل ماذا دُمّرت بيوتنا؟ ولماذا دفعنا هذا الثمن؟' تساؤلات تختصر حال شعبٍ أنهكه الحصار والدمار، وتعبّر عن إحساسٍ بالعجز أمام واقع قاسٍ لا يرحم.
الدمار في شمال غزة لا يقتصر على المباني فقط، بل يمتد إلى الأرواح التي تكسرت، وإلى النسيج الاجتماعي الذي تفكك تحت وطأة الحرب. فالمستشفيات والمحال التجارية والمدارس لم تسلم من الدمار، والطرقات امتلأت بالحفر والمخلفات، فيما ما زال الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء يشكل تحديًا يوميًا.
تقول منظمات إنسانية إن حجم الدمار غير مسبوق، وإن إعادة الإعمار ستتطلب جهودًا دولية ضخمة وتمويلاً هائلًا، إضافة إلى بيئة سياسية مستقرة تضمن عدم تكرار المأساة. أما السكان، فهم يطالبون قبل كل شيء بكرامتهم وحقهم في الحياة، لا بالوعود أو الشعارات.
في النهاية، تقف غزة اليوم أمام مفترق طرق مؤلم: بين أن تبقى رهينة الدمار والانتظار، أو أن تنهض من تحت الركام بإرادة الحياة التي لم يستطع الاحتلال، رغم كل شيء، أن يطفئها. لكن يبقى السؤال المؤلم يتردد على ألسنة الجميع: 'من سيدفع ثمن ما حدث، ومن سيعيد لنا ما فقدناه؟'.

























































