اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
لم تنجح سفن كسر الحصار في الوصول لقطاع غزة بسبب القرصنة الإسرائيلية المستمرة عليها في المياه الإقليمية والدولية، لكن رسائلها كما يرى القائمون على هذه الحملات تصل وتحقق أهدافها بمجرد الإعلان عن انطلاق الرحلات، وما يصاحبها من مواكبة إعلامية تسلط الضوء على جريمة الحصار والإبادة والتجويع، وكذلك القرصنة الإسرائيلية على تلك السفن واعتقال الناشطين.
ويسهم التضامن مع القطاع عبر البحر في اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية الأوروبية تجاه جرائم الاحتلال، وهذا ما بدا واضحا بعد موجة الاحتجاجات التي شهدتها مدن أوروبية عديدة تنديدا بالقرصنة الإسرائيلية على سفن 'أسطول الصمود'.
وقبل أيام اعتقلت بحرية الاحتلال جميع قوارب أسطول 'الصمود' وعددها 42 سفينة، واعتقل الاحتلال 473 ناشطا من دول مختلفة كانوا على متنها، وكانت سفينة 'مارينيت' آخر السفن التابعة للأسطول التي تعرضت للقرصنة صباح الجمعة الماضي، على بعد 54 ميلا بحريا من غزة حوالي 100 كيلو متر، متخطية المنطقة التي تم اعتراض أول سفن الأسطول فيها بحوالي عشرين ميلا وهي أقرب نقطة استطاعت سفن كسر الحصار تسجيلها، وكان على متنها ستة متضامنين من دول مختلفة.
وكان أسطول الصمود انطلق مطلع سبتمبر/ أيلول من إسبانيا مع حوالي 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من أربعين دولة، وهو يعد أكبر أسطول تضامني بحري منذ انطلاق سفن كسر الحصار عام 2007، ما يشكل دفعة معنوية كبيرة لمتضامنين آخرين بتوسيع رقعة التضامن وزيادة أعداد سفن التضامن مع غزة.
وبالرغم من قرصنة الاحتلال على سفن أسطول الصمود، تواصل تسع سفن من أسطول الحرية، إبحارها بشكل مباشر نحو القطاع بعد انطلاقها من جزيرة صقلية الإيطالية يوم 25 من الشهر الماضي، ويصر القائمون على الحملة لمواصلة محاولتهم الوصول إلى قطاع غزة رغم الاعتراضات، من بينها سفينة تحمل اسم 'الضمير' وعلى متنها عشرات الصحفيين والعاملين في المجال الطبي من 25 دولة.
وتحولت أساطيل كسر الحصار إلى تقليد رمزي متكرر يساهم في فضح الاحتلال وعزله وكسر الصمت الدولي على جريمة الحصار والإبادة، وكذلك جرائم القرصنة في المياه الدولية المخالفة لكافة القوانين الدولية.
وبفعل البث المباشر من قبل القائمين على متن السفن عبر شبكة الإنترنت، سواء لمسار الرحلة أو لمداخلات المشاركين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وتوثيق عمليات الاعتراضات والقرصنة على البث المباشر، أدى لحالة غضب عالمية تجاه جرائم جيش الاحتلال التي لم تستثن حتى الناشطين على متن السفن من الاعتداءات، ما يزيد من حجم عزلة الاحتلال الدولية، وينسف أية سردية إسرائيلية في أوروبا، ويزيد حجم المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وهو ما ظهر في التظاهرات الشعبية الأوروبية المنددة بالقرصنة على سفن أسطول الصمود.
احتجاجات عديدة
ويقول المتحدث باسم اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة زياد العالول، إن حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني تتضاعف وتتزايد يوما بعد يوم، وتستخدم أدوات كثيرة في مناصرة الشعب الفلسطيني سواء عبر المظاهرات التي تملأ شوارع أوروبا واللوبيات التي تؤثر على أصحاب القرار في البرلمانات الغربية والأدوات القانونية التي تحاول محاصرة الاحتلال في المحاكم الأوروبية والدولية عدا عن الإعلام وفضح الاحتلال وكسر السردية الإسرائيلية.
وأضاف العالول لصحيفة 'فلسطين' بأن، كسر الحصار يأتي ضمن أدوات الدعم وتعزيز صمود فلسطينيي الداخل، وهذه الحركات بدأت منذ حصار القطاع عام 2007، وتتضاعف جهود التضامن وحملات كسر الحصار في ظل ما يجري من إبادة وحصار يتطلب مضاعفة الجهود، فجاءت حملات التضامن سواء عبر أسطول الحرية أو الصمود.
ولفت إلى أن هذه الحملات تحظى بتأييد معنوي ومادي وسياسي من رؤساء دول وزعماء وقادة أمميين ورؤساء أحزاب من شرائح مختلفة فضلا عن التظاهرات الشعبية المستمرة في شوارع أوروبا.
ورأى العالول أنه مع كل مرة يرتكب فيها الاحتلال جرائم بحق المشاركين في سفن كسر الحصار، فضلا عن الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني يتزايد عدد المناصرين الجدد مع القضية.
وبالرغم من أن سفن كسر الحصار لم يسمح لها الاحتلال بالوصول لشواطئ قطاع غزة، يؤكد العالول أن رسائلها وصلت بمجرد الإعلان عن تسيير أسطول بحري، وهي تصل عبر المؤثرين والناشطين المشاركين على متنه، وفضح الاحتلال والتسويق لما يحدث داخل غزة من حصار وتجويع وإبادة وهذا يأتي ضمن أهداف الأسطول، مشيرا، إلى أن القوانين الغربية تعتبر الحصار أحد أدوات جرائم الحرب لذلك تسلط سفن كسر الحصار الضوء على هذه القضية.
عودة قوية
وبدأت سفن كسر الحصار بالإبحار لقطاع غزة عبر فرض الحصار الإسرائيلي عام 2007، وكان آخر تجربة في إرسال قوارب الحرية من أوروبا عام 2018، ثم استمر إرسال السفن بشكل دوري كل عامين، وتوقف ذلك مع أزمة فيروس كورونا، ومع الصيف الماضي عادت سفن كسر الحصار للإبحار عبر سفينة حنظلة ومادلين. وفق الناشط السياسي في أوروبا فوزي إسماعيل.
ويقول إسماعيل لصحيفة 'فلسطين': إن 'قضية إرسال سفن كسر الحصار مهم لتعرية الاحتلال بحصاره وإغلاقه للقطاع، وفضح ممارسات الاحتلال بانتهاك القانون الدولي، بحيث أن المياه الإقليمية لقطاع غزة هي مياه محتلة'.
وبطبيعة الحال شدد إسماعيل بأن الصدى الإعلامي الذي يواكب سفن كسر الحصار مهم في تسليط الضوء على قضية الحصار الذي باتت غالبية الشعوب الأوروبية لديها معلومات كاملة عنه، إضافة لموضوع اعتقال المشاركين في المياه الدولية، وسوء معاملتهم من الاحتلال مما يعطي زخما أكبر ويزيد من حجم التعاطف.
وأشار إلى أن اعتقال المشاركين، يجعلهم يعيشون تجربة مؤقتة للأسر، وما يعانيه الأسرى الفلسطينيون منذ سنوات طويلة، عبر اعتقالهم عدة ساعات والتحقيق معهم واستجوابهم قبل ترحيلهم.
ورأى إسماعيل أن المنظمين لأساطيل سفن كسر الحصار يدركون أن الاحتلال لن يسمح لها بالوصول إلى غزة، لكن بمجرد المحاولة لكسر الحصار، وانطلاق الرحلة يواكبها تغطية إعلامية كبيرة وبث مباشر يستمر بين الناشطين على متن السفن والعالم، بحيث يستمر الناشطون خلال الرحلة بالحديث عن معاناة أهل غزة، وجرائم الإبادة، في وقت هناك تغيير شبه جذري بالرأي العام الأوروبي حول السردية الإسرائيلية وتأييد الحقوق الفلسطينية.