اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -تتأهب مدينة السلام لتعود وتنبض بالحياة مجدداً، حيث تستعد بلدية بيت لحم لإطلاق فعاليات سوق الميلاد السنوي الخامس والعشرين في ساحة المهد مطلع الشهر المقبل، تحت شعار 'قومي استنيري يا بيت لحم، لأن نور السلام قد أشرق من جديد'، في رسالة أمل تعلن من المدينة التي وُلد فيها النور، أن الحياة أقوى من الألم، وأن الفلسطيني ما زال قادراً على الفرح رغم كل الجراح.
فبين أضواء الزينة وألحان الميلاد وروائح القهوة والحلويات، تتهيأ شوارع المدينة وساحاتها لاستقبال زوارها من الداخل والخارج، في أجواء تجمع بين التراث الفلسطيني والروح الميلادية، لتقدم تجربة فريدة تحمل في طياتها الفرح، والتكافل، والدعم الاقتصادي للمجتمع المحلي.
وأكدت نائب رئيس بلدية بيت لحم، لوسي ثلجية في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000':أن اتخاذ قرار المضي في الاحتفال بالأعياد الميلادية هذا العام لم يكن سهلاً في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها فلسطين، مشيرةً إلى أن المدينة عاشت خلال العامين الماضيين أجواء من الحزن والتراجع الاقتصادي بعد جائحة كورونا والحرب، ما انعكس على حياة الفلسطينيين اليومية.
وقالت ثلجية: 'فكرنا مطولاً إن كنا سنحتفل أم لا، لكننا رأينا أن تجديد الأمل بالحياة هو بحد ذاته رسالة مقاومة، لذلك اخترنا أن يكون شعارنا هذا العام: الفلسطيني يستحق الحياة. نحن شعب نعيش على الأمل، ونؤمن أن الغد أفضل.'
وأضافت أن المجلس البلدي قرر المضي في تنظيم السوق باعتباره مساحة لإعادة الفرح والأمل، وفي الوقت ذاته لدعم الاقتصاد المحلي في مدينة بيت لحم، موضحةً أن السوق سيقام على مدار ثلاثة أيام ما بين 11 و13 كانون الأول/ديسمبر، وسيشارك فيه عدد كبير من التجار والحرفيين والمؤسسات من المدينة وخارجها.
وأوضحت أن أحد الأهداف الرئيسية للسوق هو تنشيط السياحة الداخلية والاقتصاد المحلي، خاصة بعد حالة الركود التي عاشتها المدينة في السنوات الماضية، مؤكدة أن البلدية تعمل على تشجيع السياحة البديلة من الداخل الفلسطيني، وتنسق مع مؤسسات أخرى لإطلاق أسواق ميلادية موازية خلال الشهر نفسه، بما يضمن استدامة النشاط الاقتصادي في المدينة طوال موسم الأعياد.
وفي حديثها عن شعار السوق 'قومي استنيري يا بيت لحم'، قالت ثلجية إن المعنى العميق لهذا الشعار يرتبط بفكرة النهوض من الظلام بعد سنوات من الكوارث والأزمات، موضحةً:
'فلسطين عاشت في ظلام الكورونا والحرب خلال السنوات الماضية، واليوم نريد أن نعيد النور إلى قلوب الناس. نور الميلاد هو نور الحياة والرجاء، ورسالتنا أن بيت لحم قادرة على النهوض من جديد.'
وكشفت ثلجية أن باب التسجيل للمشاركة في السوق سيفتح قريباً عبر منصة إلكترونية على موقع بلدية بيت لحم، لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من الحرفيين والفنانين وأصحاب المشاريع الصغيرة للمشاركة في الفعالية، لافتةً إلى أن البلدية توجه أيضاً دعوات للممثليات والكنائس الأجنبية في فلسطين للمشاركة في السوق، حيث تخصص هذه الجهات عادةً عوائد مشاركتها لدعم قضايا إنسانية مثل أطفال السرطان أو قرى الأطفال.
وأكدت أن هذه الفعاليات تحمل بعداً وطنياً واقتصادياً وإنسانياً في آنٍ واحد، إذ تسهم في تنشيط الحركة السياحية في المدينة وتعيدها إلى الخارطة العالمية في موسم الأعياد، مشيرةً إلى أن الأنظار تتجه كل عام إلى بيت لحم باعتبارها مهد السيد المسيح، ومركز إشعاع للسلام والمحبة في العالم.
وأضافت: 'وجهنا دعوات للمدن الفلسطينية وللزوار من الخارج للمشاركة في إضاءة شجرة الميلاد هذا العام، وهي لحظة رمزية نريد من خلالها أن نقول إن نور بيت لحم هو نور فلسطين كلها.'
وفي ختام حديثها، وجهت نائب رئيس البلدية رسالة مؤثرة لأهالي بيت لحم ولكل الفلسطينيين، قالت فيها: 'احتفالاتنا هذا العام ليست كما في السابق. قلوبنا مع أهلنا في غزة الذين يعيشون المعاناة والألم. لكننا في الوقت نفسه نؤمن أن الفرح فعل مقاومة، وأن الفلسطيني يستحق الحياة. نريد أن نُظهر للعالم وجهنا الجميل، وجه بيت لحم التي لا تنطفئ رغم الجراح، وأن نعيد للعالم الصورة الحقيقية لشعبنا المحب للحياة والإنسانية.'
وتختم بيت لحم استعداداتها للميلاد، متزينة بالأمل، كمدينةٍ تعلم أن النور الذي وُلد فيها سيبقى يبدد ظلام الأرض كلما أُشعلت فيها شمعة جديدة للسلام.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:

























































