اخبار فلسطين
موقع كل يوم -رام الله مكس
نشر بتاريخ: ١٦ أيلول ٢٠٢١
رام الله مكس- من جديد عاد اسم حي الشيح جراح في مدينة القدس المحتلة، المهدد بالهدم من قبل سطات الاحتلال، إلى الواجهة، بعد اختيار مجلة “التايم” الأمريكية، اثنين من فرسان الحي وهما الشقيقان التوأم محمد ومنى الكرد، ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، لجهودهما الكبيرة في معركة الدفاع المستمرة عن الحي، والتي كلفتهم الاعتقال والتنكيل والعقوبات الكبيرة التي فرضها الاحتلال ضدهما.
وقد جاء اختيار الأخوين محمد ومنى، بعد أن تقدما صفوف سكان الحي، وقادا معركة الدفاع عن منازلهم المهددة بالهدم، وتمكنّا من إبراز قضية الحي وإيصالها إلى العالمية، حيث اشتهرت منى بصورتها خلف شعار “لن نرحل” الذي خُطّ على حائط منزلها.
وإلى جانب مشاركتهما في كافة الفعاليات التي تدافع عن الحي، برز الشقيقان كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهما يرويان ما تتعرض له عوائل الحي من ظلم كبير يمارسه الاحتلال ضدهم، من خلال محاولته ترحيلهم للمرة الثانية قسرا، حيث كانت الأولى بترحيل الآباء عام 1948.
ولذلك كانت صفحاتهما مصدرا للأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام، عما يتعرض له السكان في الشيخ جراح، حين فرضت قوات الاحتلال حصارا محكما عليه، منعت بموجبه الصحافيين وأهالي القدس ومناطق الـ48 من دخوله لمناصرة سكانه.
ويقول محمد الكرد، إن اختياره وشقيقته منى من المجلة الأمريكية، ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2021، يعد “مؤشرا إيجابيا باتجاه مركزة القضية الفلسطينية في الحيز العام العالمي”.
وكتب على حسابه في “تويتر”: “لكن صناعة الرموز التي تختزل نضال شعب بأكمله في وجه واحد، لا تكفي لمناصرة الشعب الفلسطيني”، وتابع: “ما نطالب به هو تغيير جذري وملموس للمنظومة الإعلامية التي تشمل (تايم) لإنهاء انحيازها للصهيونية، ودفعها لتكون أكثر جرأة في الحديث عن الحركات التحررية والمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها”.
وشدد على أن “الحقبة الجديدة التي يشهدها الفلسطيني والفلسطينية كانت نتاج تنظيم ونضال تراكمي لمئات الآلاف من الفلسطينيين”، وأضاف: “صراع الفلسطينيين لمنظومة الاستعمار لسبعة عقود، كان من دون أي شكر أو اعتراف دولي”.
جدير ذكره أن مجلة “التايم”، قالت معقبة على اختيارها الشقيقين الكرد، إنه من خلال المشاركات على الإنترنت والظهور الإعلامي، فتح الناشطان محمد ومنى الكرد للعالم نافذة للتعرف على “كيفية العيش تحت الاحتلال في القدس الشرقية، مما ساعد على إحداث تحول دولي في الخطاب فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين”.
وتطرقت المجلة لما يعانيه سكان الحي، حيث أشارت إلى أنه لأكثر من عقد من الزمن، تحارب عائلة الكرد مع العشرات من جيرانهم في حي الشيخ جراح ضد إخلاء منازلهم قسرا من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وقالت: “تحدى محمد ومنى الكرد، اللذان احتجزتهما السلطات الإسرائيلية مؤقتا هذا الصيف، الروايات الحالية حول المقاومة الفلسطينية من خلال المنشورات والمقابلات، وإضفاء الطابع الإنساني على تجارب جيرانهم والرد على الاقتراحات بأن العنف كان في الغالب من قبل الفلسطينيين”.
وأشارت “التايم” إلى أن الشقيقين الكرد، يتمتعان بـ”شخصية جذابة وجريئة، وأصبحا أكثر الأصوات شهرة لأولئك المهددين بفقدان منازلهم في الشيخ جراح”، وقالت إنهما ساعدا في إلهام الشتات الفلسطيني لتجديد الاحتجاجات، وقالت: “في الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل منذ فترة طويلة، تظهر استطلاعات الرأي دعما متزايدا للفلسطينيين”.
وللتذكير لم يبدأ الشقيقان التوأم رحلة الدفاع عن حي الشيح جراح فقط خلال العام الماضي، فقد اشتهرا منذ أن كانا أطفالا، في توثيق ما يتعرض له السكان من إهانات واعتداءات من قبل الاحتلال والمستوطنين.
وعقب إعلان المجلة الأمريكية، احتفى الفلسطينيين بالشقيقين الكرد على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلّق الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم بالقول: “محمد ومنى الكرد على غلاف “التايم” من بين 100 شخصية هي الأكثر تأثيرا في العالم للعام 2021. رئيس الوزراء يتقدم بالتهنئة من التوأم المقدسي المناضل”، فيما كتب حسام زملط سفير فلسطين في المملكة المتحدة بعد أن وضع صور الشقيقين المنشورة على مجلة “التايم”: “جيل جديد وعظيم”.
أما عمر شعبان إسماعيل الناشط في مجال عمل المنظمات غير الحكومية في غزة فقال: “شباب فلسطين منى ومحمد الكرد ضمن الاكثر تأثيرا على مستوى العالم. حسب مجلة التايم المرموقة. الدبلوماسية الشعبية والشباب والعنفوان والمهارة”.
