اعتداء مستوطن على مسجد العزير في أبو غوش قرب القدس المحتلة يثير غضب الأهالي

رام الله مكس: أثار اعتداء مهين تعرّض له مسجد العزير في قرية أبو غوش، الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة القدس وتبعد عنها نحو 13 كم، أول من أمس الثلاثاء، حالة من الغضب والسخط لدى الأهالي في القرية، وسط مطالبات بمحاسبة الفاعل.

وانتشر مقطع فيديو على تطبيق 'تيك توك' يظهر مستوطنا يتبوّل على جدار مسجد العزير، وهو يضحك متفاخرًا ويقول: 'على المسجد، أصدقائي'، فيما حُذف المقطع لاحقًا من قبل الناشر.

وقال عضو اللجنة الشعبية في أبو غوش، عين رافة وعين نقوبا، عبد الحميد أبو غوش، إن 'ما حدث هو اعتداء صارخ على كرامتنا وقيمنا وديننا، وقد شكّل حالة غضب واسعة في أبو غوش والبلدات المجاورة. أن تصل الوقاحة إلى حد أن يُقدم مستوطن على التبول على جدار مسجد، وهو أقدم مسجد في القرية، فهذا أمر غير مقبول بتاتًا'.

وتابع أبو غوش: 'المستوطن الذي نشر التوثيق على صفحته الخاصة في تطبيق تيك توك تم التعرف على هويته، وهو من إحدى المستوطنات اليهودية المجاورة. ويتبيّن من التوثيق أن الاعتداء حصل في ساعات ما بعد منتصف الليل، حين كانت الشوارع خالية من الأهالي'.

'المسّ بمقدساتنا خط أحمر'

وأشار أبو غوش إلى أن 'كخطوة أولى، أصدرنا بيان استنكار وتنديد بهذا الاعتداء، ووجّهنا دعوات لأهالي البلدة لتقديم شكاوى ضده، وهناك عدد من المحامين المتطوعين يتابعون هذه القضية، ونسعى لأن ينال المعتدي أقسى عقوبة ممكنة. كما نطالب الأئمة بإحياء صلاة الجمعة في مسجد العزير، كما كانت تُقام سابقًا، لنؤكد على تمسكنا بكل شبر من مقدساتنا. ولو كان المشهد معكوسًا، لشهدنا تحوّل القضية إلى قضية رأي عام إسرائيلية، وردّ فعل مباشر من شرطة الاحتلال. المسّ بمقدساتنا خط أحمر'.

وختم أبو غوش حديثه قائلًا: 'هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أبو غوش لاعتداءات عنصرية على خلفية ديننا الإسلامي الذي نعتز به، وقوميتنا العربية الفلسطينية. فقد شهدت البلدة في السنوات الأخيرة عدة اعتداءات، من بينها خط شعارات 'تدفيع الثمن - تاغ محير' والتي تزايدت وتيرتها خلال الحرب'.

اللجنة الشعبية في أبو غوش: لن يمر اعتداء مسجد العزير مرور الكرام

وعمّمت اللجنة الشعبية في أبو غوش، وعين رافة، وعين نقوبا بيان إدانة لهذا الفعل المهين، جاء فيه: 'تدين اللجنة الشعبية في أبو غوش، عين رافة، وعين نقوبا بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبها مستوطن يهودي بتدنيس مسجد العزير في أبو غوش، حين أقدم على التبول عليه وتصوير فعلته ونشرها عبر تطبيق 'تيك توك' متفاخرًا. إن هذا الاعتداء السافر على مقدساتنا ليس حادثًا عابرًا، بل جريمة خطيرة تمس كرامتنا الجماعية وتكشف حجم الاستهتار بمقدساتنا'.

وتابع البيان: 'نعلن بوضوح أن الاكتفاء بالشجب لا يكفي. المطلوب الآن خطوات عملية وحقيقية تبدأ بمحاسبة هذا المجرم قانونيًا وقضائيًا، وتستمر بإجراءات جادة تحمي مقدساتنا من أي اعتداء مستقبلي. إن الصمت أو محاولة لملمة الأمور ببيانات خجولة هو تواطؤ غير مقبول أمام جريمة بهذا الحجم'.

وختم البيان بالقول: 'تؤكد اللجنة الشعبية أنها ستنضم إلى كل جهد ومبادرة تصب في هذا الاتجاه، وإن لزم الأمر، ستبادر بخطواتها الخاصة بما يليق بخطورة هذه الجريمة. لن نسمح بأن يمر هذا الاعتداء مرور الكرام، ولن نقبل بعد اليوم أن تبقى مقدساتنا مستباحة بلا رادع. المقدسات خط أحمر، والوقت للتحرك هو الآن'.