اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
في ظل استمرار المجازر وحرب الإبادة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، قررت الحكومة الإسرائيلية الشروع في أكبر خطة استيطانية في الضفة الغربية، تتمثل بإنشاء 13 مدينة استيطانية جديدة وبناء 180,000 وحدة سكنية حتى العام 2050، وللتأكيد على الجدية، فقد صدر إعلان مشترك من وزير الإدارة المدنية في وزارة الحرب، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الحرب، يسرائيل كاتس، عن الشروع في بناء 22 مستوطنة إضافية، منها أربعة على الحدود مع الأردن، في خطوة تهدف إلى فرض واقع استيطاني جديد.
هذا التبجح الاستيطاني الفاجر، يترافق مع خطوات تهجير فعلي لأهالي مخيمات جنين وطولكرم وغيرها شمال الضفة الغربية، مع هدم البيوت، واعتقال آلاف الشباب الفلسطيني، في خطوات تصعيدية أقل ما يقال أنها تضغط على الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية بهدف التهجير والتطهير وتفريغ الأرض، فإذا أضيف إلى كل ما سيق الممارسات العقائدية الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، بما في ذلك مسيرة الأعلام، والشعارات المعادية للعرب والمسلمين، مع ظهور رئيس الوزراء نتانياهو في صورة استعراضية له داخل نفق تحت المسجد الأقصى، كل ذلك يؤشر إلى حقيقة واحدة، وهي مواصلة العدو الإسرائيلي تهويد الضفة الغربية كلها، وليس تهويد المسجد الأقصى.
هذا العدوان السافر على أرض الضفة الغربية، والساعي إلى فرض حقائق ثابتة على أرض الضفة الغربية، لم يلتفت، ولم يهتم للوفد العربي الذي يزور رام الله، ويرأسه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ويضم أيضا وزراء خارجية الأردن ومصر وقطر والبحرين وسلطنة عمان، بهدف التحضير لمؤتمر 'حل الدولتين' الذي من المتوقع أن يعقد في نيويورك بقيادة فرنسا والسعودية.، وبحسب التقرير، فإن الإمارات والكويت لم تؤكدا مشاركتهما في الوفد حتى الآن.
زيارة الوفد العربي لرام الله وسط تصعيد الاستيطان يطرح جملة من الأسئلة، ومنها:
ماذا ستفعل المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات والخطابات أمام الوقائع الميدانية؟ وهل ستغير من الحقائق على الأرض
ماذا يفيد ألف بيان شجب وإدانة واستنكار للاستيطان سيصدر عن مؤتمر نيويورك أمام طريق التفافية واحدة تحاصر مستقبل ما يسمي الدولة لفلسطينية؟
وهل يستطيع مؤتمر نيويورك ببيانه النهائي أن يقتلع مستوطنة صهيونية واحدة عن أرض الضفة الغربية؟ وإن لم يستطع، فكيف ستقام الدولة الفلسطينية على أرض محشوة بالاستيطان؟
أزعم أن كل هذه اللقاءات والمؤتمرات هدفها هو الإيحاء للمواطن العربي بان الأمة ليس غافلة عن أرض فلسطين، وأن العرب يعملون مع الغرب لامتصاص نقمة العالم وغضبه من الممارسات الإسرائيلية.
وأزعم أن المؤتمر الدولي الذي ترعاه فرنسا لن يحقق أي نتائج عملية لصالح قيام دولة فلسطينية لم يتبق لها أرض تقام عليها.
وكيف نصدق نحن العرب الفلسطينيين أن المجتمع الدولي العاجز عن وقف التوسع الاستيطاني لقادر على فرض قيام دولة فلسطينية على المحتلين الذي صار تعدادهم السكاني يقارب المليون؟
يا حبذا لو فتش قادة العرب مع القيادة الفلسطينية عن طريقة أخرى لحل الصراع بعيداً عن أكذوبة مؤتمر حل الدولتين، الذي أمسى كحبات المخدر التي تعطي للمريض، فيتوهم أنه قد شفي من مرض الاحتلال، ليكتشف بعد سنوات، أن سرطان الاستيطان قد استفحل في جسد الضفة الغربية، وسيطر عليها.