اخبار فلسطين
موقع كل يوم -دنيا الوطن
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
شهدت أوروبا في عام 1806 تحولات عسكرية حاسمة على وقع الحملات التوسعية لنابليون بونابرت، الإمبراطور الفرنسي الذي أضحى رمزًا للقوة العسكرية والطموح السياسي. بعد أن أنهى نابليون فترة الثورة الفرنسية بانقلاب 9 نوفمبر 1799، وتولى مقاليد الحكم ضمن حكومة القناصل، سرعان ما أعلن نفسه إمبراطورًا عام 1804، ليبدأ عصرًا من الصراعات والحروب التي امتدت عبر القارة الأوروبية.
برز نابليون في تلك الفترة كقائد بارع ومخطط استراتيجي، محققًا سلسلة من الانتصارات التي جعلت معظم القوى الأوروبية تراقب تحركاته بقلق. ففي عام 1806، تمكّن جيش نابليون من هزيمة القوات البروسيّة واحتلال العاصمة برلين، بعد أن أظهر تفوقًا عسكريًا استثنائيًا عقب انتصاره الكبير في معركة أوسترليتز ضد النمسا وروسيا عام 1805.
تزايدت المخاوف البروسية من توسع النفوذ الفرنسي، ما دفعها إلى التحالف مع روسيا وبريطانيا والسويد، والدخول في حرب التحالف الرابع ضد فرنسا في 9 أكتوبر 1806، التي استمرت نحو تسعة أشهر. ومع ذلك، لم تصمد القوات البروسيّة طويلاً أمام هجمات نابليون، الذي قاد المعركة الأولى في يينا ضد قوات الأمير فريدريك لويس، فيما نجح جنراله لويس نيكولا دافو في تحقيق النصر في معركة أورشتات، مسحقًا جيش دوق برونشفيغ.
فتحت هذه الانتصارات الطريق أمام نابليون لدخول برلين، حيث دخل الإمبراطور الفرنسي المدينة في 27 أكتوبر 1806 على رأس الحرس الإمبراطوري، بعد فرار الملك البروسي فريدريك فيلهلم الثالث. ورغم الأجواء العسكرية المشحونة، كان استقبال الأهالي باردًا، إذ امتلأت المدينة بمشاعر الغضب والعداء تجاه الجيش الفرنسي.
خلال جولته في برلين، زار نابليون قبر الملك البروسي فريدريك الثاني، المعروف بفريدريك العظيم، الذي كان نابليون معجبًا به منذ صغره. ووقف نابليون احترامًا أمام القبر قائلاً لجنوده: 'اخلعوا قبعاتكم يا سادة، لو كان حيًا لما كنا هنا اليوم'.
فرض نابليون إدارة فرنسية على برلين، وفرض ضرائب مرتفعة على السكان، إلى جانب مصادرته للممتلكات والمؤن، بينما شهدت المدينة أعمال تخريب واسعة من قبل القوات الفرنسية، شملت الهجوم على المرافق العامة والمنازل.
وفي خطوة استراتيجية لاحقة، أصدر نابليون في 21 نوفمبر 1806 ما عرف بـ'مرسوم برلين'، الذي فرض الحصار القاري على بريطانيا، في محاولة لقطع التجارة البريطانية مع معظم الدول الأوروبية، وتعزيز النفوذ الفرنسي على الصعيد القاري.

























































