اخبار فلسطين
موقع كل يوم -جريدة الايام
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢١
رام الله – 'الأيام': فاز الطالب عبد الله إياد وراسنة من مدرسة الشيوخ الثانوية للبنين، شمال الخليل، بالجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة على مستوى طالبات وطلاب المرحلة الثانوية في مدارس المحافظات الشمالية (الضفة)، عبر قصته الموسومة بـ'وطن وقلب أم'، في حين فازت بالجائزة الثانية في المسابقة التي نظمتها وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع دارة الاستقلال للثقافة والنشر (جامعة الاستقلال)، الطالبة إسراء نافذ محمد ناصر من مدرسة بنات العطارة الثانوية في قباطية، عن قصتها 'وحيدة كالقمر'، في حين ذهبت الجائزة الثالثة للطالبة رواء حسن صالح من مدرسة بنات أريحا الثانوية.
وجاء في بيان لجنة التحكيم برئاسة القاص زياد خدّاش: القصص القصيرة الثلاث الفائزة بالمسابقة فيها تنوّع مفاجئ ومذهل، بحيث كتبت الأولى وجع البلاد، بينما انحازت الثانية إلى الحلم الشخصي، فيما ذهبت الثالثة إلى حيث اللامعقول السحري.
وعن مُسوّغات فوز وراسنة بالمرتبة الأولى، قال خدّاش: إنه يكتب الوطن على شكل أغنية، ويعيد بناء الجرح الفلسطيني ليصنع منه جرحاً صغيراً، فالكاتب الشاب هنا، يدرك تماماً أن الكتابة ليست وصفاً خارجيّاً للجرح، ولا شرحاً مُدويّاً لأبعاد مأساة، ولا تنظيراً متحمساً لوهج فكرة، ولا تجميلاً منحازاً للحقيقة.. أقنعنا هذا الطالب المبدع بقصته القصيرة بأنه يعرف شروط اللعبة الفنيّة.
وعن القصة الفائزة بالمرتبة الثانية، أضاف: إنها تكتب الألم بتأمل عال، ذلك التأمل الذي سيقود المبدعين الحسّاسين، حتماً، إلى لايقين الأشياء.. بضمير المتكلم تسافر فينا الطالبة ناصر، بهواجسها الصامتة وأحلامها الطبيعية، بعيداً، عبر تدفق سردي مبهر، فهي تكتب الوحدة بعين مدركة لأسرار الكتابة، بلا ثرثرة ولا عواطف زائدة ولا ادعاء.. إنها طفلة تكتب العالم بطريقتها.
وأشار خدّاش إلى أن 'اللامعقول' هو بطل القصة الفائزة بالمرتبة الثالثة، عبر توظيف ذكي غير مُسقط.. لم يُجبر على الوجود، ولم يُستَعار من آخرين، فنص الطالبة صالح نفسه أنتج هذه العجائبية الغريبة، دون صراخ رغم كل دوافع الصراخ ومغرياته في وطننا المنكوب، فهذه الكاتبة اليافعة تؤمن بأن حكمة اللامعرفة أهم من معرفة الحكمة في أسرار وحروب الكتابة ضد جفاف العالم وخوائه، فهو نصّ ليس بفلسفي، بل نار راقصة مستعرة جميلة ومحيرّة، إنها الكتابة.
وأكد خداش: قرأنا في لجنة التحكيم، التي تشاركت فيها مع القاص خليل ناصيف، والقاصة ميس داغر، والشاعر والناقد يوسف الشايب، عشرات النصوص السردية من مختلف مدارس الوطن، ولمسنا من الصدق الكثير والكبير في التعبير عن المشاعر، وتفهمنا الصراخ الكثير، وفرحنا للانحياز لواقع الوجع العام، وفرحنا أكثر حين كنّا نلمس انحيازاً للفن.
وكان وكيل وزارة التربية والتعليم د. بصري صالح قال في كلمته خلال حفل تكريم الفائزين، في مقر الوزارة بمدينة رام الله، أمس: علينا استقطاب أبنائنا إلى مساحة الإبداع والابتكار والانتماء، وحيث يمكنهم تقديم أنفسهم كمبدعين قادرين على التعبير عن ثقافتهم الغنية، وتراثهم الحيّ، وهويتهم المليئة بكل ما هو إيجابي، وهذا من أبرز ما نعمل على تكريسه في الوزارة، بالشراكة مع المؤسسات الرسمية والأهلية وفي القطاع الخاص.
وقال المشرف العام لدارة الاستقلال للثقافة والنشر الشاعر المتوكل طه: المنهاج غير الصفيّ لا يقل أهميّة عن المنهاج الصفيّ، لكونه يوسّع مدارك الأجيال اليافعة، ويدفع باتجاه اكتشاف تلك الجمرة المتوجهة في دواخل المبدعين من الطلاب، فمثل هذه النشاطات هي التي تفتح الفضاءات أمام الطلبة، وترشدهم إلى أرواحهم، وهذه المسابقة تندرج في هذا الإطار، وفي إطار الشراكة ما بين 'الدارة' و'الوزارة'، لقناعتنا بأنه كلما تعلم الطالب أو الطالبة المسرح أو الموسيقى أو الأدب أو الرياضة أيضاً ازدادت المساحة الإنسانية داخله، نحو مستقبل لا بد أن يجد فيه فلسطين، ويجد فيه نفسه كفلسطيني مبدع.
