اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
بعد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في ميدان المواجهة كان لا بد للاحتلال أن يبحث عن خيارات أخرى لضرب هذا الصمود وتهشيم كل عوامله في إطار السعي الممنهج لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتركيعه ودفعه نحو الاستسلام، الأمر الذي دفعه لاستخدام (سلاح التجويع)، وهو من أشد الخيارات قسوة، ظنا منه بأن ذلك يمكن أن يؤدي لتحقيق أهداف الحرب المتدحرجة التي تتغير تبعا لمزاج صانع القرار داخل الكيان، والذي يجد من الحروب فرصة له للإفلات من الأزمات المركبة التي تحيط به 'سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا'.
لكن العالم لم يصمت طويلا على هذه السياسة وبدأت جهات فاعلة على المستوى العالمي سواء كان ذلك (دولًا، أو منظمات) بممارسة ضغوط على الاحتلال ومطالبته بوقف هذه السياسة فورا باعتبارها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، صحيح أن هذه الخطوات لم ترقى للمستوى المطلوب، وكانت في حدودها الدنيا، لكنها أثمرت بخلق نوع من الضغط، وهذا ما دفع العدو لإعادة فرض سياسة الجوع بطريقة أخرى يتم خلالها خداع العالم؛ بمعنى إيهام العالم بأنه يخفف من الوضع الإنساني ويدخل المساعدات لكنه في ذات الوقت يقوم بعكس ذلك تماما ويتخذ إجراءات تفاقم من الوضع الانساني في غزة وتجعله في مستويات كارثية.
ويمكن فهم ملامح هذه السياسة الاحتلالية التي يمارسها، والتي تمثلت في: 1/حجب دور المنظمات الدولية واتهام بعضها بالتعاون مع حركة حماس وشيطنة دورها.
2/ دعم مؤسسة غزة الإنسانية ' الأمريكية'، والتي تعمل وفق سياسة عسكرية بعيدة كل البعد عن أي عمل إغاثي أو إنساني، وتسببت بقتل عشرات الأشخاص بمساعدة من جيش الاحتلال أثناء انتظارهم تلقي المساعدات.
3/ استهداف عناصر تأمين المساعدات في مختلف المناطق وتمكين اللصوص من الاستيلاء عليها، ومنع وصولها لمخازن المؤسسات، ودفع اللصوص لاحتكارها لأغراض خاصة وبيعها للسكان في غزة بأسعار مرتفعة جدا.
صحيح أن بعض المحاولات نجحت وبنسب محدودة في تأمين دخول المساعدات لغزة والشمال تحت حماية ورعاية العشائر، لكن الاحتلال لا يريد لهذه المبادرات أن تنجح وسيتخذ خطوات مختلفة لإفشال تأمين المساعدات تحت ذرائع وحجج مختلفة وفي مقدمة ذلك أن حركة حماس تسيطر عليها، وهذه من أكبر وأهم الأكاذيب التي يتم تصديرها لتبرير سياسة الجوع في غزة، لذلك فإن الاحتلال سيستمر في خلق هذه الأزمات الانسانية؛ لأنها مرتبطة بأهدافه السياسية التي يسعى لتحقيقها، ولن يستجيب لتحسين الواقع الانساني إلا في إطار اتفاق شامل يتم فرضه من خلال المقاومة على طاولة المفاوضات.
لكن يبقى العتب كبير على كل المعنيين في هذا المجتمع وفي المقدمة من ذلك 'الوجهاء والمخاتير في بعض العائلات الكبيرة والمؤثرة داخل المجتمع'، كيف تسمحون لأبنائكم أن يساهموا في تجويع سكان القطاع؟! وأن يتورطوا في خدمة السياسات التي يسعى الاحتلال لفرضها على السكان؟! كيف تنسون الجرائم التي ارتكبها هذا العدو بعوائلكم وقد دمر البيوت وقتل الاطفال والشيوخ والنساء منكم ولا يزال؟!، أليس منكم رجل رشيد؟! استفيقوا يرحمكم الله، فشعبنا الفلسطيني لن ينسى هذه المأساة، وسيلعن التاريخ كل من تلوث وتورط في تجويع شعبنا بأي صورة كانت.