السلطة الإقليمية في باريس تعلق تمويل معهد العلوم السياسية بسبب احتجاجات غزة

أوقفت السلطة الإقليمية في باريس مؤقتًا تمويل جامعة ساينس بو، إحدى أعرق الجامعات الفرنسية، بعد أن هزتها المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

وقالت فاليري بيكريس، الرئيسة اليمينية لمنطقة باريس إيل دو فرانس الكبرى، على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين: 'لقد قررت تعليق كل التمويل الإقليمي لمعهد العلوم السياسية حتى يتم استعادة الهدوء والأمن في المدرسة'.

واستهدفت 'أقلية من الأشخاص المتطرفين الذين يدعون إلى الكراهية المعادية للسامية' واتهمت السياسيين اليساريين المتشددين بالسعي لاستغلال التوترات.

وقال أحد أعضاء فريق بيكريس لوكالة فرانس برس إن الدعم الإقليمي للجامعة التي يقع مقرها في باريس يشمل مليون يورو (850 ألف جنيه إسترليني) مخصصة لعام 2024.

وقال جان باسير، القائم بأعمال مدير الجامعة، إنه يأسف لهذا القرار. وقال لصحيفة لوموند الفرنسية اليومية: 'إن منطقة إيل دو فرانس شريك أساسي لمعهد العلوم السياسية وأرغب في مواصلة الحوار حول الموقف الذي عبرت عنه السيدة بيكريس'.

وفي صدى للمظاهرات التي جرت في العديد من الجامعات الأمريكية الكبرى، نظم طلاب معهد العلوم السياسية عدداً من الاحتجاجات بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس والأزمة الإنسانية التي تلت ذلك في غزة.

وتعد فرنسا موطنا لأكبر عدد من السكان اليهود في العالم بعد إسرائيل والولايات المتحدة، فضلا عن أكبر جالية مسلمة في أوروبا.

واستدعى مسؤولو الجامعة الشرطة لفض احتجاج الأسبوع الماضي. وقامت الشرطة يوم الاثنين بتفريق احتجاج طلابي في جامعة السوربون، إحدى الجامعات الفرنسية الكبرى الأخرى، للمطالبة بوقف القصف الإسرائيلي لغزة.

قالت وزيرة التعليم العالي، سيلفي ريتيللو، يوم الثلاثاء، إن الحكومة الفرنسية ليس لديها خطط لتعليق تمويل معهد العلوم السياسية.

وفي حديثها لقناة فرانس 2، قدرت تمويل الدولة للجامعة بمبلغ 75 مليون يورو. وقالت إنه لم تكن هناك “تصريحات معادية للسامية” ولم يتم ارتكاب أي أعمال عنف خلال المظاهرات.

وقال باسير وريتيللو إنه لا توجد خطط لتعليق تعاون ساينس بو مع الجامعات في إسرائيل.

استنكر النقاد من اليسار إعلان بيكريس. وقالت ماتيلد بانوت، رئيسة نواب حزب فرنسا غير المنحنية اليساري المتشدد في البرلمان: 'إنها فضيحة مخزية ومطلقة'. وقالت إن سلوك الطلاب هو 'فضل للعالم وفضل لبلدنا'.

تم استجواب بانوت وريما حسن، الناشطة الفرنسية الفلسطينية التي تترشح ع للانتخابات الأوروبية، يوم الثلاثاء في تحقيق في تبرير مشتبه به لـ 'الإرهاب' بسبب تعليقات على هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل.

ونظم عدة مئات من الأشخاص مسيرة تضامنية لدعم المرأتين صباح الثلاثاء.

'في أي ديمقراطية يتم استخدام أساليب مكافحة الإرهاب ضد النشطاء السياسيين ونشطاء المجتمع والنقابيين؟' وأبلغت بانوت (35 عاما) أنصارها الذين هتفوا “المقاومة” ولوحوا بالأعلام الفلسطينية.

وقال حسن (32 عاما): “أريد أن أقول لمنظمات اللوبي المؤيدة لإسرائيل التي تقف وراء هذه الشكاوى إنهم لن يسكتونا'.