اخبار فلسطين
موقع كل يوم -جريدة الايام
نشر بتاريخ: ٢٥ أذار ٢٠٢٣
كتب عبد الرؤوف أرناؤوط:
تمكّن 100 ألف مواطن من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى، رغم القيود الإسرائيلية المشددة.
وحوّلت شرطة الاحتلال البلدة القديمة من مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث انتشر أفرادها بكثافة في داخل أزقة البلدة وعند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى.
وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، لـ'الأيام': 'بحمد الله، فقد أدى نحو 100 ألف مواطن صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى، وقد سارت الأمور بشكل طبيعي'.
وأضاف: 'لقد سارت الأمور بسلاسة، حيث انتشرت الفرق الطبية في ساحات المسجد كافة، كما انتشرت فرق النظام المكونة من فرق الكشافة وحراس وحارسات وسدنة المسجد الأقصى؛ للمساعدة في تسهيل الدخول للمسجد والخروج منه، والفصل ما بين الرجال والنساء، خاصة منطقة قبة الصخرة المشرفة وصحنها'.
وكان عشرات آلاف المصلين بدؤوا بالتوافد إلى المسجد منذ ساعات الصباح من أنحاء القدس الشرقية، ومن الضفة الغربية، والداخل الفلسطيني.
وأغلقت شرطة الاحتلال عدداً من الشوارع في محيط البلدة القديمة أمام حركة السيارات، ووضعت الحواجز الحديدية في شارع صلاح الدين.
وكانت شرطة الاحتلال أعلنت نشر أكثر من 2300 من عناصرها في كافة أرجاء مدينة القدس، خاصة البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى.
واستخدمت شرطة الاحتلال طائرة دون طيار لمراقبة الأوضاع في المسجد الأقصى، كما انتشر عناصر من الشرطة في المكان.
وكان جيش الاحتلال أعلن منع الذكور الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية ما بين 12-55 عاماً من الوصول إلى القدس في شهر رمضان، باستثناء من هم فوق 45 عاماً ولديهم تصاريح.
وأشار إلى أنه سيسمح للنساء من كل الأعمار من سكان الضفة الغربية بالوصول إلى المسجد دون تصاريحـ فيما يقتصر السماح على عدة مئات من سكان قطاع غزة فقط.
وكان خطيب المسجد، الشيخ محمد سليم، أشاد بالمواطنين الذين شدوا الرحال إلى المسجد الأقصى.
وقال في خطبة الجمعة بالمسجد: 'شهر رمضان يحلّ ضيفاً مباركاً علينا، ونحن بهذه المناسبة نهنئ عالمنا العربي والإسلامي عامة، والمرابطين في بيت المقدس وأكنافه خاصة، بهذا الشهر الكريم، ونذكّرهم بأن شهر رمضان هو شهر الوحدة للمسلمين وشهر التئام صفوفهم، وهو فرصة لجمع كلمتهم وائتلاف قلوبهم'.
ودعا إلى نصرة القدس والمسجد الأقصى، وقال: 'أيها المرابطون، استقبلوا شهر رمضان بنبذ الخلافات وترك الخصومات'.
وأضاف: 'الوحدة، الوحدة، يا قادة شعبنا على أساس الثوابت الدينية والتاريخية لقضيتنا، فهذه الفرقة والخصومة هي نكبة من النكبات التي أصيب بها شعبنا'.
ودعا الشيخ سليم إلى 'شد الرحال للمسجد الأقصى في كل وقت من أوقات الصلاة وفي كل يوم وليلة، فشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى في هذه الأيام واجب من الواجبات الشرعية على كل مسلم قادر، ويؤثم بترك شد الرحال إليه مع القدرة وذلك تكثيراً لسواد المسلمين فيه'.
وأضاف: 'مكانة الأقصى توقيفية، وهي في المرتبة الثالثة بعد الحرمين الشريفين، وأما منزلته بين المسلمين اليوم فهو في المنزلة الأولى حتى ترجع له حريته، فمرضه في احتلاله وانتهاك قدسيته'.
وتابع: 'يا أمة العرب والمسلمين، لا تتركوا الأقصى وحده، ولا تقفوا موقف المتفرج من أهل بيت المقدس وأكنافه، فالتاريخ يسجل ثباتكم على الحق أو نقوصكم على أعقابكم عنه'.
وتوجّه إلى المصلين: 'حشودكم التي زحفت إلى المسجد الأقصى اليوم هي استفتاء حقيقي على أن الأقصى أقصاكم، وعلى أن المسرى مسراكم، وعلى أنكم أهل بيت المقدس وأكنافه، لا يَقبل أهلاً له غيركم ولا يرضى بديلاً عنكم'.
وأضاف الشيخ سليم: 'هذه حشودكم المباركة تؤكد على أنكم ترفضون أي اعتداء على أقصاكم وعلى قبلتكم الأولى، وتؤكد على أنكم مهما اختلفتم فالأقصى يوحّدكم والقدس تجمعكم'.
وكان عشرات آلاف المصلين مكثوا بالمسجد لتناول طعام الإفطار والمشاركة في صلاة التراويح.
وشهدت أسواق المدينة حركة تجارية نشطة.
