مرضى السكري: يزيد الشعور بالوحدة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

وبحسب الصحة العامة في فرنسا، عولج أكثر من 3.5 مليون شخص بأدوية مرض السكري، أي ما يعادل 5.3٪ من السكان ،. بالمقارنة مع عامة السكان، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المرضية أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن بين عوامل الخطر التدخين، والاكتئاب، وسوء التغذية، وقلة ممارسة الرياضة البدنية، فإن الشعور بالوحدة هو أهم عامل خطر،وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة European Heart Journal.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور لو تشي، المؤلف الرئيسي للعمل، في بيان: 'يبدو أن جودة الاتصالات الاجتماعية أكثر أهمية لصحة القلب لدى مرضى السكري من العدد'. وهو يعرّف الوحدة بأنها مرتبطة بنوعية الاتصال الاجتماعي، بينما تشير العزلة إلى الكمية.

يتابع قائلاً: 'ينبغي ألا تقلّل من أهمية تأثير الوحدة على الصحة الجسدية والعاطفية. أنا أشجع مرضى السكري الذين يشعرون بالوحدة على الانضمام إلى مجموعة، أو فصل دراسي، ومحاولة تكوين صداقات مع الأشخاص الذين يشاركونهم اهتمامات مشتركة. ولا شكّ في أن الوحدة تشعّبت أكثر منذ أزمة Covid-19 وظهور التكنولوجيا الرقمية في المجتمع'.

لتحقيق هذه النتيجة، درس الباحثون بيانات 18509 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 37 و 73 يعانون من مرض السكري ولكن لا توجد أمراض قلبية وعائية في الأساس. ثمّ، تم قياس تقييم الشعور بالوحدة والعزلة من خلال استبيانات التقرير الذاتي. إن العيش بمفردك، ورؤية الأصدقاء أو العائلة أقل من مرة واحدة في الشهر، وعدم المشاركة في نشاط اجتماعي مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، كانت، على سبيل المثال، عوامل عالية الخطورة للعزلة الاجتماعية. علمًا وأن الباحثون حدّدوا درجات للوحدة والعزلة تتراوح من 0 إلى 2، حسبما ترجمته 'وطن'.

الشعور بالوحدة يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من استهلاك التبغ

وهكذا ، كان لدى 61.1٪ و 29.6٪ و 9.3٪ من المشاركين درجات الوحدة 0 أو 1 أو 2 على التوالي، في حين أن 44.9٪ و 41.9٪ و 13.2٪ حصلوا على درجات عزل 0 أو 1 أو أكثر 2.

بعد ذلك، لقياس الصلة بين العزلة والوحدة وأمراض القلب والأوعية الدموية، تابع العلماء المرضى لما يزيد قليلاً عن 10 سنوات. وهكذا، أصيب 3247 مشاركًا بأمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كان 11٪ و 26٪ أعلى لدى المشاركين الذين حصلوا على درجات 1 أو 2. في المقابل، لم تكن درجات العزلة الاجتماعية مرتبطة بشكل كبير بأي من النتائج.

وبالتوازي مع ذلك، قام الباحثون بتقييم أهمية الشعور بالوحدة فيما يتعلق بعوامل الخطر الأخرى. وهذا سيكون أكثر ضررا على صحة القلب من الاكتئاب والتدخين وقلة النشاط البدني وسوء التغذية.

ويخلص البروفيسور لو تشي إلى أن 'النتائج تشير إلى أن مطالبة مرضى السكري بالتحدث عن الوحدة يجب أن تكون جزءًا من تقييمهم القياسي، لاسيما عند إحالة الأشخاص المتضررين إلى خدمات الصحة العقلية'.