جيش الاحتلال يعترف بشراسة المقاومة

القدس - وكالات: عقب ضابط في جيش الاحتلال على مجزرة مخيم جنين، التي راح ضحيتها تسعة شهداء بالقول: 'قياساً بكمية النيران التي تم إطلاقها ضد القوات أقل مما كان يمكن أن يكون'.

وادعى الضابط أن عدد الشهداء وإصابة عشرين فلسطينياً 'مرتبط بمستوى التهديد على القوات (الاحتلال) وليس بتغيير سياسة ممارسة القوة. وأن مستوى الخطر على القوات كان مرتفعاً'، حسبما نقل عنه موقع صحيفة 'هآرتس' الإلكتروني.

وبحسب الضابط، فإن العملية العسكرية في مخيم جنين استمرت ثلاث ساعات، وأن قوات من الشاباك ووحدة خاصة في الشرطة وحرس الحدود والجيش الإسرائيلي عملت من أجل اعتقال خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي، نفذت عمليات إطلاق نار باتجاه قوات الاحتلال وخططت لعمليات كبيرة أخرى.

وأضاف الضابط إن قوات الاحتلال أطلقت قذائف مضادة للمدرعات باتجاه بيت كان فيه 'المطلوبون'، الذين أطلقوا نيراناً مكثفة وألقوا عبوات ناسفة.

وحول استشهاد سيدة في الستين من عمرها خلال عملية جيش الاحتلال في المخيم، زعم الضابط أن 'تحقيقاً أولياً' أظهر أن القوات عملت ضد مسلحين فقط وليس ضد مدنيين. وادعى أنه 'من الجائز أن هذه المرأة واجهت نيران مسلحين فلسطينيين، لكن ليس لدينا كافة المعلومات كي نؤكد ذلك بشكل قاطع'.

وقال ضابط آخر إن 'اثنين من المطلوبين الأربعة الذين كانوا في البيت حاولا الفرار لدى وصول القوات، وجرى إطلاق النار عليهما' أي قتلهما.

وتابع: 'استخدمنا قذائف ضد شخص وقذائف مضادة للمدرعات وعبوات ناسفة ضد الذين تحصنوا وأطلقوا النار'. وقال: خلال عملية الجيش في المخيم جرت مواجهات شارك فيها آلاف من سكان المخيم، مشيرا إلى أن 'مسلحين ألقوا عبوات غاز وأطلقوا نيراناً مكثفة باتجاه القوات وعبوات ناسفة أصابت مركبات الجيش الإسرائيلي'.

وقال قائد وحدة 'اليمام' الخاصة في جيش الاحتلال، إن المسلحين في مخيم جنين قاتلوا القوات الإسرائيلية وجهاً لوجه، وأطلقوا العبوات الناسفة والرصاص من مختلف الاتجاهات.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنه أثناء العملية في مخيم جنين، هاجم المقاومون سيارة جيب مصفحة لقائد كتيبة الضفة الغربية في جيش الاحتلال بوابل من النيران ما أدى إلى تعطل السيارة، واضطر الجيش إلى جرها لإخراجها.

وقال ضابط إسرائيلي كبير، إن العملية العسكرية التي نفذت في قلب مخيم جنين كان الهدف منها 'إحباط قنبلة موقوتة' للجهاد الإسلامي كانت تخطط لشن هجمات داخل إسرائيل.

وأضاف الضابط في إيجاز للصحافيين الإسرائيليين، إنه مع بدء العملية، فعل المسلحون في جنين 'صفارات الإنذار'، ونشروا 30 حاجزاً تم اختراقها جميعها وإزالتها باستخدام أدوات مختلفة، وتم إطلاق النار على الآليات التي شاركت بالعملية بما فيها الجيب العسكري لقائد منطقة جنين.

وبين أنه تم استخدام سياسة 'طنجرة الضغط' خلال العملية ضد المبنى الذي تحصن فيه المطلوبون، وتم عزل المكان عن الاشتباكات الأخرى، واستخدام صواريخ مضادة للأفراد والدبابات إلى جانب متفجرات ضد المتحصنين إلى جانب إطلاق النار عليهم.

ووصف الضابط الحدث بأنه كان معقداً للغاية وكان يتم بإشراف قائد فرقة جنين، الذي دخل بنفسه إلى قلب العملية إلى جانب ضباط كبار، وتم تنشيط طائرات بدون طيار مسلحة بالصواريخ ولكنها لم تستخدم في النهاية بسبب استخدام القوة النارية الكبيرة على الأرض.

وقال ضابط إسرائيلي آخر إن الاشتباكات بين قوات الجيش والمطلوبين 'كانت وجهاً لوجه، وكانت العملية معقدة'، معتبراً مجرد الدخول إلى قلب مخيم جنين يؤكد أهمية المهمة بالنسبة لأمن إسرائيل، وفق قوله.